ومدة إفراخ البيض ثلاثة أيام في جميع الأفراد. وعند خروج اليرقات الصغيرة تتغذى جميعاً بالغذاء الملكي مدة ثلاثة أيام وهو سائل يشبه اللبن تفرزه الشغالة الصغيرة من غدد خاصة في رأسها؛ وبعد هذه المدة تتغذى الشغالة بمزيج مركب من العسل وحبوب الطلع يسمى بخبز النحل. أما يرقات الذكور فتتغذى بخبز النحل مع جزء من الغذاء الملكي وتستمر الملكات على غذائها. وتمكث يرقات الملكات خمسة أيام إلى أن تشرنق، وكذاك يرقات الخناث. أما يرقات الذكور فتمكث ستة أيام، وفي هذه الأثناء تنسج حولها شرنقة تتحول داخلها إلى عذراء. وبعد مضي سبعة أيام على عذراء الملكات وثلاثة عشر يوماً على عذارى الخناث وخمسة عشر يوماً على عذارى الذكور تخرج منها الحشرات الكاملة
وتعمر الملكة زمناً طويلاً قد يصل إلى أربع سنوات، وتضع في السنوات الأولى من حياتها ما متوسطه ٤٠٠ بيضة في اليوم، ثم يقل شيئاً فشيئاً في السنوات التالية؛ ولذا يستحسن تغيير الملكة بأخرى جديدة كل سنتين أو ثلاث حتى لا تضعف الخلية
وتعيش الخنثي زمناً يختلف من عشرة أيام إلى ستة أسابيع تبعاً لمقدار الشغل ودرجة صعوبته: وغالباً تقضى الخناث التي تولد في الخريف فصل الشتاء في راحة قليلة، ثم تعاود عملها في فصل الربيع الذي تنتهي فيه حياتها. والذكور لا تعمر كثيراً وليس لها منفعة معظم السنة بل أنها فضلا عن ذلك تتطفل على ما تجمعه الشغالة
وهكذا تكون المستعمرة. وتستمر الملكة في وضع البيض والشغالة تخدم الخلية، فإذا مات جيل من الشغالة حل محله جيل يعقبه وهكذا. وفي حالة عدم تلقيح الملكة، وذلك ينشأ عن عدم رؤية الذكور لها أو عدم اللحاق بها عند طيرانها، تهدأ الملكة بعد ثلاثة أسابيع وتضع نوعاً من البيض غير ملقح يسمى بالبيض الكاذب وهنا تتعرض المستعمرة للخراب
أما إذا ماتت الملكة أو ضاعت فيبتدئ الضعف يتطرق إلى الخلية، وينتهز الأعداء فرصة هذا الضعف فتظهر دودة تفتك بالشمع، وتغير الزنانير والنمل على النحل فتأكله. وإذا استمر الحال كذلك شهرين فمصير الخلية الخراب إن لم تمد بملكة جديدة. وفي أغلب هذه الأحوال تبحث الشغالة عن بيضة ملقحة من بيض الملكة المفقودة وتنقلها إلى عين ملكية، وعند فقسها تعامل معاملة الملكات في المعيشة والتربية والغذاء فتنتج ملكه حقيقية. أما عند