ويكون عمل النحل هنا قاصراً على تعلية أضلاع الأشكال المسدسة المنقوشة على هذا الأساس الشمعي، وهذا الأساس يقلل من تعب النحل في بنائه من جهة ويجعله يبذل هذا المجهود في عمل عسل من جهة أخرى. وقد وجد أن المجهود اللازم لعمل أربعة أرطال من العسل يبذل في صنع رطل واحد من الشمع. وهذا الشمع يتكون من دخول العصير الذي تمتصه النحلة من الأزهار في غدد لها أسفل الجسم فيستحيل إلى شمع فإذا ملئت هذه الغدد فاض منها الشمع على شكل قشور تزيلها النحلة برجليها الخلفيتين، وباستعمال فمها ورجليها الأماميتين يمكنها بناء الأقراص أو تعلية الأساسات
ولون القرص الشمعي أبيض في الابتداء ويحفظ لونه إذا استعمل في تخزين العسل، أما إذا استعمل الأفراخ فأن لونه يسمر. ويمكن الاحتفاظ بالقرص صالحاً الاستعمال مدة حمس سنوات إذا اعتنى به ولم يكسر عند استخراج العسل.
وعند تمام بناء القرص تقوم الشغالة بجمع العسل وتخزينه وطريقة ذلك أن تمتص النحلة رحيق الأزهار وترسله إلى حوصلة خاصة موجودة بالجزء الأمامي من البطن حيث تحصل فيه تغيرات كيميائية وغيرها ويكتسب الطعم الخاص به، وبعد وضع العسل في العيون يتبخر ماؤه قليلا ثم تغطيه الخناث بغطاء من الشمع. ويخزن العسل في الجزء العلوي والجانبي من القرص، أما الجز الأوسط منه فتشغله الأفراخ.
ويقطف العسل مرة في السنة عادة في أغسطس أو سبتمبر، ولكن إذا كانت الخلايا قوية والنحل مجداً يقطف العسل مرتين في أغسطس وأكتوبر. ويلاحظ عند قطف العسل ترك ربع المقدار في الخلية ليكون غذاء للنحل في الشتاء. وفي الطريقة البلدية توضع الأقراص فوق بعضها في إناء من الفخار مثقوب من أسفل، فتراكم الأقراص يسبب سيل العسل وخروجه من الثقب إلى إناء معد لذلك. وهذه الطريقة طبعاً غير مرضية لما يشوبها من الأوساخ وغيرها وخصوصاً إذا استعملت الأيدي لتكملة العصر
أما في الطريقة الحديثة فنحصل على العسل بوضع البراويز المحتوية عليه في جهاز يسمى الفراز يديرها دورات سريعة، وبنظرية الطرد المركزي ينفصل العسل من البرواز ويسقط في اسطوانة محيطة بالجهاز، وعند ضمان نظافة الجهاز يكون العسل نقياً رائقاً حلواً شهياً.