شيئاً لم أكن أعرف ما هو لكن شكله كان يسرني، وهو جواد خشبي، وكنت أرى ذلك الرجل يمشي فأحاول المشي مثله ولكني كثيراً ما كنت أقع أو يصطدم رأسي بالحائط. وافهم الآن - ولكني لم أكن أفهم من قبل - أن ثيابي كانت بين حين وآخر تتبدل بثياب انظف وأن شعري كان يقص. واحسب أن ذلك الرجل كان يضع في طعامي مخدراً ليتمكن من إحداث هذا التغيير دون أن اشعر
وفي يوم من الأيام جاء بدواة وقلم وورقة وأمسك بيدي وعودني كتابة اسمي ولم أكن أعرف معنى لهذه الحركة ولا للاسم الذي كنت أكتبه. ولكن سهل علي ذلك بحكم الاعتياد. وأظن تعلمي كتابة اسمي قد أستغرق نحو عام من العمر. وأحسب أن هذا الاسم ليس هو اسمي الحقيقي ولكنه الذي أرادوا أن يطلقوه عليّ. على أنني غير راض عنه وأريد إن مت أن يكتب على قبري:(المجهول)
ولست أشك في أن أبي أراد إنكاري ولم يرد قتلي وهذا هو الذي يجعلني أعتقد أن اسم جاسبار هوزيه ليس اسمي. ويظهر أنني أصبحت عبئاً ثقيلاً عليهم بعد إذ بلغت هذا العمر فأرادوا التخلص مني. ففي أحد الأيام دخل الرجل الذي أعتاد أن يحمل إلي الطعام والشراب ولكنه لم يقدم لي طعاماً ولا شراباً فاستغربت وزاد استغرابي لما وضع عصابة على عيني وحملني فلم أسائل نفسي عما يراد أن يصنعوه بي
وهنا تخونني ذاكرتي ولكن أحسب أن وجودي في الطريق لأول مرة صدم أعصابي وأظن أنهم أزالوا العصابة عند باب (نورمبورج)
وأقام جاسبار عند الدكتور (دومر) وصار يرافقه في الأسواق ويظهر بين الناس. وفي أحد الأيام أصيب جاسبار وهو يدخل باب المنزل بطعنة من خنجر قذف به فجرح في جبينه ولكن الجرح كان خفيفاً. ولم يتمكن أحد من معرفة الذي شرع في قتله
لكن هذا الشروع كان كافياً للدلالة على أن حياة جاسبار لم تكن في مأمن بتلك المدينة
وطلب اللورد ستانهوب وهو من أغنياء الإنكليز إلى الدكتور دومر أن يترك له جاسبار فتركه له. وأرسل جاسبار إلى مدرسة في إنكلترا. وكان يقيم بها في منزل الدكتور منهرمان.
وفي يوم ما كان جاسبار يسير بالقرب من متحف أوزن فأصيب بطعنة وهرب الذي طعنه.