للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استطاعت في بعض النواحي أن تجاري الحركات الأدبية الأوربية وأن تعرف عن نفسها، وأن تلفت أنظار النقد الأوربي، وأن تنال استحسانه في بعض الأحيان. أما في مصر فمن بواعث الأسف أننا لم نوفق في هذه الناحية بعد، ولا تزال الأمم الأوربية تجهل كل شيء عن أدبنا وتفكيرنا. نعم ترجمت في الأعوام الأخيرة بعض القصص المصرية إلى بعض اللغات الأوربية، ولكنها لم تثر اهتماماً نقدياً كافياً، وكان نقلها إلى الأدب الأوربي نتيجة اتصالات شخصية، ولم يكن مترتباً على مزاياها الأدبية الخاصة. وما دام الإنتاج القصصي في مصر يعتمد على النقل والاقتباس، ولا يتحرى الطرافة ودراسة الحياة والظروف القومية فانه سيبقى حيث هو مجهولا من الأدب الأوربي

أما قصة (علي ونينو) هذه التي أثارت استحسان النقد الأوربي، فهي قصة غرامية شائقة وقعت حوادثها في مدينة باكو حيث كان (علي) يدرس في جامعتها، وحيث عرف (نينو) أجمل فتاة في العالم، وهي تقدم لنا صوراً حسنة عن الحياة الشرقية في القوقاز وبلاد الكرج وفارس، وعن العواطف والمشاعر والأخلاق في هذه الأنحاء

الاعتراف باللغة العربية لغة رسمية في عصبة الأمم

هبطت على (الأهرام) برقية من جنيف في اليوم السادس عشر من هذا الشهر تقول:

(ظهر علي الشمسي باشا مندوب مصر في عصبة الأمم للمرة الأولى في اللجنة السادسة التابعة لهذه العصبة فأحرز فيها نجاحاً جديراً بأن تفاخر مصر به وبان تشكره عليه جميع البلاد التي تتكلم باللغة العربية

فمن المعلوم أن جميع البيانات والمنشورات التي تتعلق بالتعاون الفكري كانت تصدر حتى الآن باللغتين الفرنسوية والإنجليزية. ولكن علي الشمسي باشا أظهر ما لمصر من المكانة منذ افتتاح جلسة اللجنة بتدخله في المباحثة تدخلاً باهراً أثبت على أثره الفائدة العظيمة والحاجة الماسة إلى الاعتراف للغة العربية بمثل الحقوق التي تتمتع بها اللغتان الفرنسوية والإنجليزية)

وقد أوضح هذه النظرية ببلاغة نادرة، وأيدها بحجج دامغة وافق عليها جميع المندوبين وهم من أعظم المفكرين في جميع البلدان

وهكذا قبل اقتراح علي الشمسي باشا ووافقت اللجنة بإجماع الآراء على استعمال اللغة

<<  <  ج:
ص:  >  >>