للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأروع هو طغيان البلشفية. وقد ظهر أخيراً بالإنكليزية كتاب قيم يلقي كثيراً من الضياء على اللغز الروسي، ويشرح لنا تكوين روسيا السياسي في مراحله المختلفة؛ وعنوانه: (تاريخ روسيا السياسي والدبلوماسي بقلم الأستاذ المؤرخ فرنادسكي ويقول الأستاذ فرنادسكي إن نظام الطغيان هو نوع الحكم الوحيد الذي يصلح لروسيا، وإن روسيا عاشت مدى الأربعمائة عام الماضية تحت نير الطغيان؛ ويستعرض العوامل الجغرافية والتاريخية التي تؤيد هذه النظرية؛ فروسيا أعظم أمم الأرض من حيث المساحة، وكما أن حرمان ألمانيا من الحدود الطبيعية جعلها دائماً دولة عسكرية من الطراز الأول، فكذلك حاجة روسيا إلى الدفاع عن أقاليمها الشاسعة يجعلها في حاجة إلى اليد والنظم الحديدية. ولروسيا مهمة جعلتها قبلتها دائماً هي حماية الشعوب السلافية؛ وروسيا السوفيتية تسير على هذه السياسة لأن ظروفها وعواملها لم تتغير. ويقول لنا الأستاذ فرنادسكي أيضاً أنه يستحيل علينا أن نفهم روسيا المعاصرة إلا إذا وقفنا على العناصر الني تتكون منها، وكتاب الأستاذ فرنادسكي الجديد هو في الواقع ملحق لكتابه القيم عن تاريخ روسيا الذي ظهر في سنة ١٩٢٩أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأااااالللللللااالحج٠٨٩٨٤٥٦٤٦٧٤٨٩٧، وأثار إعجاب الدوائر الأوربية والتاريخية بدقة عرضه وقوة تصويره ورزانة استنتاجه؛ وقد وصفته الدوائر النقدية يومئذٍ بأنه أعظم كتاب ظهر عن روسيا في عصرنا، وقد استقبل كتاب الأستاذ فرنادسكي الجديد بمثل ما استقبل به كتابه الأول من الإعجاب والتقدير؛ ويعتبر فرنادسكي أعظم أستاذ في عصرنا للتاريخ الروسي.

جائزة جيته

كانت لجنة نوبل بجامعة استوكهلم قد منحت في أوائل هذا العام جائزة نوبل للسلم للكاتب الألماني فون أوسيتسكي، وكان لذلك وقع سيئ لدى حكومة ألمانيا النازية، لأن فون أوسيتسكي كاتب ديموقراطي يدعو إلى السلام ومقاطعة الحرب، وهذا ما لا يروق لزعماء ألمانيا الحاضرة؛ وكان أوسيتسكي معتقلاً في أحد المستشفيات حينما أسند إليه هذا الشرف الدولي العظيم؛ وقد احتجت الحكومة الألمانية يومئذٍ على ما اعتبرته تحدياً لها، وقرر الهر هتلر أن يحرم الكتاب على الكتاب الألمان قبول جوائز نوبل، وأمر بإنشاء جائزة أدبية كبرى تسمى بجائزة (جيته) وتخصص لأعظم كاتب ألماني يخدم بقلمه ودعوته الحركة

<<  <  ج:
ص:  >  >>