يستعرض أغراض هتلر العسكرية كما يبسطها في كتابه المعروف (كفاحي) ويدلل على أن ألمانيا النازية قد قطعت شوطاً كبيراً في الاستعداد لتنفيذ هذا البرنامج بالعنف والسيف؛ وهذه مسألة ليست جديدة في الواقع، ولكن الجديد في كتاب الدكتور اكنر هو المعلومات الهامة التي يذيعها عن جهود الحكومة النازية لتكوين العقلية العسكرية في الشعب الألماني وإقناعه بأن الحرب هي وحدها طريق المجد والرخاء، وعن الدعاية المدهشة التي تنظم في ألمانيا ضد الدول التي يعتبرها النازي عقبة في سبيل أحلام ألمانيا. كذلك يقدم لنا المؤلف طائفة من المعلومات الجديدة عن مشاريع ألمانيا في أسبانيا وآمالها في محالفة الحكومة الفاشستية التي تحاول أن تعاون في إقامتها فيها، وعن أطماع ألمانيا في المشرق ووسائلها لتمهيد لهذه الأطماع؛ وهذه الحقائق الغريبة يدعمها المؤلف بطائفة من الوثائق والأدلة الهامة السرية والعلنية. والكتاب صفحة هامة من التاريخ السياسي تلقى ضياء كبيراً على مصاير الحرب والسلام في أوربا
كتاب عن المسألة الاستعمارية
أضحت المسألة الاستعمارية من أخطر المشاكل الدولية التي تهدد سلام العالم؛ وما زالت المأساة الحبشية ماثلة أمام الأعين بكل روعتها، فقد ذهبت أمة عريقة في الاستقلال هي الحبشة ضحية لهذه الشهوة الاستعمارية الخطرة وأدركت الأمم الصغيرة مرة أخرى أن الحق والسلام والعدالة كلمات جوفاء إذا لم تدعمها القوة الغاشمة. وقد صدر أخيراً كتاب خطير عن المسألة الاستعمارية عنوانه (المسألة الاستعمارية: أهميتها الدولية) , بقلم الأستاذ الدكتور بون؛ وفيه يبحث الكاتب دعاوى الدول المحرومة من المستعمرات مثل ألمانيا وإيطاليا واليابان في المساواة الاستعمارية ويستعرض ثروات الأمم الاستعمارية الكبرى وعدد سكانها ومواردها الطبيعية وموارد مستعمراتها، ويقارن مزاياها الاقتصادية، ويخرج من بحثه بأن القيمة الاقتصادية للمستعمرات مبالغ فيها لأنها ليست في الواقع عاملاً مفيداً في تخفيف ضغط السكان في الدول الكبرى، هذا فضلا عن أن عبء الدفاع عنها وقت الحرب يثقل كاهل أصحابها
ويرى الدكتور بون أن عصر بناء الإمبراطوريات الاستعمارية قد انتهى، وأن عصرنا هو عصر انحلال لهذه الإمبراطوريات وكل ما تستطيع الدول المحرومة أن تشهده وهو عملية