للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تؤذي نفسك؟ ماذا يجديك هذا كله؟ انس ذلك الحادث تماماً!) فنظر إليها وهو يضحك. (شيء بديع!. . كأني إذا نسيت ذلك الحادث فقد ينساه الناس جميعاً! ما أبدع هذا! وما أسهلها وسيلة! ننسى الحادث كلنا في لمحة الطرف! ثم نتساءل هل حدث شيء؟ لا. . . لا. . . لا شيء مطلقاً. . . السجن! كلا لم يكن هنالك سجن. بل كان ما في الأمر أني سافرت. . . في إجازة خارج القطر. . . إجازة بديعة دامت ثلاث سنين) ثم قال مغيراً لهجته: (يا أماه! هذا عبث لا طائل تحته. فلنتكلم في موضوع آخر. ألا ترين أني قد قضى على القضاء المبرم؟ ألا ترين كيف تنظرين - حتى أنت - إلى؟) (لا يا دييجو. . . لا. . . انك على خطأ وكل ما هنالك أيها العزيز إني كنت انظر. . . اجل كنت انظر. . . إلى ثيابك. . . فقد باتت رثة. لا بد لك الآن من بذلة جديدة.) فنظر إلى ثيابه نظرة فحص وتحقيق. ثم ضحك وقال: (إذاً أنت تظنين أن هذا هو السر في تحديق الناس بي كلما رأوني! لست أنكر أن ثيابي قد امتدت إليها يد البلى قليلاً، ولكن هذا القدر القليل ليس بشيء ذي خطر وأنا شديد الحرص عليها. البسها في عناية، وامسحها واكويها. والحقيقة أن مظهري حين البسها لا بأس به مطلقاً. فهو مظهر الرجل الفاضل، الذي يستطيع أن يتخذ مكانه في العالم على غير استحياء ولا خجل. . . فدعى هذا الكلام! فليس ورتءه من طائل!. . أماه ألا ترين انه قد قضى على القضاء الأخير) ثم أشار إلى الأوراق التي بين يديه: (أن البلاء كل البلاء، هنا، في هذه الأوراق وحقيقة الأمر أننا اطلعنا الجماهير على لعبة ورواية مدهشة. فهل تحسبين انهم ينسونها بكل هذه السرعة؟ لا أظنهم جاحدين بهذا القدر. . . ويا لها من رواية تلك التي أريناهم. . . رواية تتمثل فيها الأرواح عارية دنيئة ملوثة، وهي تحاول أن تختفي عن الأنظار، يوم كان كل منا يجذب رداء المحامي الذي يدافع عنه لكي يستر به عاره، اجل كانت رواية مدهشة رائعة. أتتذكرين كيف ارعد الناس ضاحكين في

ساحة القضاء حينما سمعوا ما فعلناه بذلك الروسي يوم أن ألبسناه الزي الروماني القديم وألبسناه الخفين، على ما له من انف افطس ووجه منقط، ورأس مستدير، ومنظار ذهبي، ثم جعلنا ندفع ذلك الخنزير السمين دفعاً، ونضرب رأسه بخفيه وكلما أوسعناه ضرباً ازداد طرباً. لأنه قد اخذ من السكر) (دييجو! استحلفك!) (اجل كان سكراناً، ونحن الذين أسكرناه.) (لا. لا. لم تكن أنت الذي فعل هذا، بل الآخرون. . .) (وأنا أيضا. . . أتعلمين

<<  <  ج:
ص:  >  >>