وأخذت ترف في الهواء، وتسبح في السماء، وتغوص في الماء، وتأتي من آيات الإعجاز ما بهر تيتون
- الصفح إذن يا ربة؟!
- لا صفح إلا أن تهب لي حبك، وتلقي بين يدي قلبك!
- وكيف، وأنا بشري عاجز، ولا ألبث أن أفني في بضع سنين، وهذا أبي الضعيف الشيخ قد خطب لي حسناء من بنات الملوك؟
- (أما أنك عاجز فلا؛ وأما أنك لا تلبث أن تفنى في بضع سنين فسأهبك الخلود، وسيخلعه عليك زيوس سيد الأولب فلا تموت أبداً، بل تحيا كالآلهة إلى لا نهاية الأزل؛ وأما أبوك الضعيف الشيخ فلا أحب إليه من أن يراك في كل ما ذكرت، ولا سيما إذا علم أنني سأكون لك من دون هذه الفتاة التي خطبها لك، والتي لا تلبث أن يخط الشيب رأسها، ويعصر الزمان عودها فتجف، وتذوي، وتحملها أنت كأثقل الأعباء إلى القبر. . . حيث الدود والذباب، والكلاب والذئاب. . .)
- ولكن. . . ألا تأذنين لي في لقاء أبي؟
- لن يكون هذا أبداً. . .
- هذه قسوة يا ربة!
- ستفتنك هذه القسوة بعد قليل
وانطلقت تداعبه وتلاعبه، وتضاربه وتقالبه، حتى زالت عنه وحشته، فأنس إليها، وأقبل بكل مشاعره عليها، واتفقا على الرحيل من فورهما إلى اولمب، فانطلقا يطويان الرحب
- من هذا يا بنية؟
-. . .؟. . .
- صيد جميل، ومجازفة جديدة؛ أليس كذلك؟
- أجل يا أبي، وليست مجازفات أبنائك أروع من مجازفاتك
- مجازفاتي أنا؟ أية مجازفات يا أورورا؟
- مجازفاتك الغرامية التي لا تحصى مع الغيد الرعابيب من عبادك