للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- أي غيد رعابيب يا أورورا؟ جراءة بالغة!

- لعل الإله الأكبر، سيد الأولمب، قد نسى! على كل حال فسيدة الأولمب حيرا العظيمة لا تنسى. . . لقد شهدتك تلهو مع يو، وتعبث مع لاتونا، وتتساقى كؤوس الغرام مع يوروبا. . و. . . و. . .

- أسكتي. . . إنك ابنة لا خير فيك. . . وماذا تبتغين لهذا الشاب الغرانق الجميل يا أورورا؟

- الخلود. . . الخلود يا أبي. . . ينبغي أن يعيش أبداً. . . لن يموت. . . لن يموت. . . ألا تراه جميلاً يا أبتاه؟ ألا تبهرك منه وسامته وقسامته؟ ألا تنظر إليه كيف هو عبل قوي عبقري سمهري؟ لقد لقيته عند شاطئ الهلسبنت، ورأيته يشق اليم فعلقه قلبي، وهويته نفسي. . . وكان الموج يلفه في أعرافه، ثم يسجد تحت قدميه كأنه يقبلهما، فلما خرج من الماء، رأيت الدنيا كلها تحف به، وتغازله وتناغيه، فلم أر أن يفوز به غيري، ولا أن يستأثر بجماله سواي، وقد رضى أن يتبعني إلى أولمب، فتفضل يا أبتاه وامنحه الخلود، فالموت لمثل هذا الجمال قسوة هائلة، وذبول هذا الحسن شيء مخيف جداً. . . ينبغي أن يعيش إلى الأبد حبيبي تيتون. . . أليس كذلك يا أبي؟ أليس كذلك؟ أليس خليقاً بالخلود كالآلهة؟

وتقدم تيتون فسجد بين يدي سيد الأولمب، وتفضل رب الأرباب فمنحه الخلود. . . وا أسفاه! ألا ليته ما فعل. . . ألا ليته ما فعل؟!

قال زيوس وهو يحدث نفسه:

(أذهبي يا أورورا، سأعذبك بهذا الحبيب، وسأنتقم لكبريائي منك، وسيكون تيتون عبئاً ثقيلاً على قلبك، وسيعيش إلى الأبد بجانبك كما اشتهيت، وسأعلمك كيف تستحبين أن تكلمي أباك كما فعلت. . . فوعزتي وجلالي لأعذبنك بألف حبيب وحبيب!)

وعاشت أورورا مع حبيبها أحسن عيش وأجمله، واستمتعا بسنين كانت أشهى من الأحلام، وأنجبا طفلهما اليافع الجميل ممنون فكان لهما كالقبلة الحلوة فوق ثغر الحياة الباسم

ومرت الأيام، وأورورا جميلة وردية كما هي، لأنها ربة، ولأن قوانين الزمان من قدم وحداثة لا تجوز على الآلهة لأنه لا أول لهم ولا انتهاء؛ فأورورا جميلة دائماً، وردية أبداً لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>