اعتراض وجيه في ظاهره غير وجيه في لبابه. إذ أن المسالمة والاكتفاء شأن جميع الدول الديمقراطية ولو لم تكن لها مستعمرات ولا أسواق مملوكة في بلاد المستضعفين؛ وهذه الدنمرك والسويد والنرويج وسويسرة لا تمتلك أرضاً وهي من اليسر والرواج في حال يحسدها عليه المالكون؛ وربما خلت من الجند والسلاح فليس بها إلا قليل من الشرطة وما يحتاجون إليه من أداة
إنما الحقيقة أن الدكتاتورية والحرب قرينان لا يفترقان، لأن الدكتاتورية لا تقوم إلا على عسكرية، والعسكرية لا تستقر طويلاً بغير قتال، ولا أمان للعالم كله إلا باتجاه سريع إلى الديمقراطية يقصيه من زبانية الاستبداد سواء كانوا من أهل اليمين أو من أهل الشمال