فالتفت الرسول إليهما وقال: إذا أمرتكما عن مخدومي بقتل هذا السلطان تقتلانه؟
قالا: نعم، وجذبا سيفيهما. فبهت السلطان، وخرج الرسول وأخذهما معه فجنح صلاح الدين إلى الصلح وصالحه. ودخل في مرضاته
البيان
(بسم الله الرحمن الرحيم: فصل من اللفظ الشريف للمولى راشد الدين عليه السلام، وهو أفضل البيان تقوتي بربي لا إله إلا هو العلي العظيم. أيها الرفقاء، غبنا عنكم غيبتين: غيبة تمكين وغيبة تكوين؛ واحتججنا عن أرض معرفتكم، فضجت الأرض، وتقلقلت السموات، وقالت: يا باري البرايا الغفور، فظهرت بآدم، وكانت الدعوة حواء، فحوينا على قلوب المؤمنين الذين ضجت أرض قلوبهم شوقاً إلينا، فنظرنا في سماء نفوسهم رحمة منا، فمضى دور آدم ودعوته، ونفذت رحمة منا في الخلائق حجته. ثم ظهرت بدور نوح فغرقت الخلائق في دعوتي، فنجا بدعوتي ولطفي من آمن بمعرفتي، وهلك من الخلائق من أنكر حجتي. ثم ظهرت في دور إبراهيم على ثلاث مقالات: كوكب وقمر وشمس فخرقت السفينة، وقتلت الغلام، وأقمت الجدار جدار الدعوة فنجا بلطفي ورحمتي من آمن بدعوتي؛ وخاطبت موسى بخطاب ظاهر غير محجوب للسائل هرون، ثم ظهرت بالسيد المسيح فمسحت بيدي الكريمة عن أولادي الذنوب فأول تلميذ قام بين يدي يوحنا المعمداني، وكنت بالظاهر شمعون، ثم ظهرت بعلي الزمان وسترت بمحمد، وكان المتكلم عن معرفتي سلمان، ثم ذر أبو الذر الحقيقي في أولاد الدعوة القديمة بقيام قائم القيامة حاضراً موجوداً فما تم لكم الدين حتى ظهرت عليكم براشد الدين فعرفني من عرفني وأنكرني من أنكرني، وأنا صاحب الكون وما خلت الدار من أفراخ القدم. أنا الشاهد والناظر، ولي الرحمة في الأول والآخر، فلا يغرنكم تقلب الصور؛ تقولون فلان مضى وفلان أتى، أقول لكم أن تجعلوا الوجوه كلها وجهاً واحداً، ما يكون في الوجود حاضراً موجوداً صاحب الوجود! لا تخرجوا عن أمر ولي عهدكم من عربها وعجمها وتركها ورومها فأنا المدبر، ولي الأمر