الدعاة والتي لا تزال ماثلة واضحة القراءة بخطوط بديعة، وهذه القبور تعرف حتى الآن بين عامة الجاويين بقبور المغاربة في مدينة (نبتام) في أقصى الجزيرة الغربي ومدينة (سوربايا) في أقصى الجزيرة الشرقي ومدن (الطوبان) و (شربون) و (سومدانج) و (دماك) في قلب الجزيرة الجاوية ومن يراجع تاريخ سديو الفرنسي ير في الفصل المعقود لتقدم العرب في الملاحة كيف أن عرب الأندلس والمغرب أول من أجتاز جزائر الخالدات إلى خليج غينيا ورأس الرجاء الصالح متوجهين رأساً إلى أقصى الشرق من طريق أقصى الغرب
وحين كنت بالأزهر الشريف سنة ١٣٥٣ سألت عن هؤلاء المغاربة الدعاة الطلبة الجاويين - وهم كثير بالأزهر - فأجابوني بما معناه: من الطفل الرضيع إلى الشيخ الفاني في جاوى كلهم يعرفون أن الكتانيين المغاربة هم من هدى الله للإسلام على يدهم خمسين مليوناً من القطر الجاوي، وهذه أضرحتهم الفخمة في مختلف مدن بلادنا لا تزال ناطقة بذلك ما دامت جاوى جزءا من أجزاء المعمور)
ولما كنت لا أعتبر تاريخ دخول الإسلام لجاوى رابطة عائلية فحسب بل أعتبره صلة متينة بين جاوى والغرب
ولما كنت لا أعرف سوى ما قصه عليه الأستاذ الهاشمي وأيده لي الطلبة الجاويون بالأزهر
ولما كنت في شك مما نشر في المقطم حيث تتبعت كل ما كتبه زعيمنا الإسلامي العلامة شكيب أرسلان في تعاليقه على حاضر العالم الإسلامي فلم يذكر كون الدعاة الناشرين للإسلام بجاوى هم من آل الكتاني، على أنه صرح بأنهم مغاربة، وتركني أشك في هذا ما أعتقده فيه من الإطلاع الواسع الذي (أعدم نظيره) في هذا العصر على الدقيق والجليل من أحوال الأقطار الإسلامية النائية ويكفي للتدليل على ما أقول تعاليقه الريانة فوائد وعلوماً على (حاضر العالم الإسلامي) فضلا عن عشرات المؤلفات التي يتحف بها العالم الإسلامي بين حين وآخر وكلها مشهورة بل محفوظة عن (ظهر قلب) فأنا أرجو من سمو الأمير وحضرة الرحالة التونسي وسماحة العلامة الكبير مؤرخ جاوى الحبيب محمد ابن عبد الرحمن ابن شهاب العلوي الحضرمي ومن كل له من له خبرة واطلاع على الموضوعات أن يفدونا - مشكورين مأجورين - عن وقت دخول هؤلاء المغاربة الكتانيين إلى جاوى،