كما ورد في كتاب (إيسيا) ليس هو أصح النصوص التي انتهت إلينا. وهنالك بعض وثائق أخرى ترجع إلى القرن الرابع الميلادي وكلها مما يعاون في تتبع النصوص وتحقيقها
الرئيس مازاريك والحركة الفكرية
فقدت الحركة الفكرية في أوربا الوسطى بوفاة الدكتور مازاريك محررا تشيكوسلوفاكيا ورئيسها السابق ركنا من أهم أركانها. ذلك أن الرئيس الراحل لم يكن وطنياً وسياسياً عظيما فقط بل كان أيضاً مفكراً وكاتباً مبرزاً، وقد درس الفلسفة واشتغل في شبابه بالتدريس وكان مدى أعوام طويلة أستاذاً للفلسفة في جامعة براج؛ وله رسائل وبحوث فلسفية قيمة. كذلك أشتغل الرئيس مازاريك بالصحافة والأدب، وله عدة أثار أدبية ونقدية لها مكانة في أدب أوربا الوسطى، وكان الرئيس مازاريك أيضاً من أعظم هواة الكتب، وقد جمع أثناء حياته مكتبة عظيمة كانت كعبة الزوار من كل صوب، وقد تركها لأمته
رحلة في بلاد التركستان
لا تزال التركستان الصينية من المناطق التي يجهل العالم الخارجي الكثير من أحوالها؛ وقد وقعت في الأعوام الأخيرة بهذه البلاد النائية عدة أحداث وتطورات سياسية هامة لفتت إليها الأنظار، وزارتها عدة بعوث أوربية لتكشف ما هنالك من الحوادث والظروف، ولتدرسها من الوجهة الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية، وكان من هذه البعثات بعثة أوفدتها الحكومة الإنكليزية إلى مدينة أورمش في أعماق التركستان سنة ١٩٣٥ لتعقد الصلات السياسية والتجارية بين إنكلترا والحكومة الجديدة؛ وكانت هذه البعثة برياسة السير أريك تيشمان، يعاونه ثلاثة من المغول واثنان من الصينيين؛ وسافرت البعثة من بكين في سيارتين كبيرتين تتقدمهما قافلة من الجمال تحمل البنزين والمؤن؛ واخترقت البعثة صحراء جوبى الشاسعة مدى ألف وخمسمائة ميل إلى أورمشي؛ ثم سارت منها إلى مدينة كشغر عاصمة التركستان الصينية فقطعت بذلك نحو ألفين وخمسمائة ميل في أربعين يوماً. وقد دون السير تيشمان رحلته ودراساته لهذه الأقطار المجهولة في كتاب ظهر أخيراً عنوانه (الرحلة إلى تركستان) ومرض السير تيشمان مدى حين في كشغر، ولكنه استطاع أن يتم مهمته. وأن يخترق بعد ذلك صحراء البامير المروعة على ظهر مهر،