منذ البداية كل المطالب اليابانية وأعلنت عزمها الثابت على مقاومة الاعتداء بكل قوتها؛ وأعلن الماريشال تشانج كايشك رئيس الحكومة الوطنية وقائد جيوشها أن الصين سوف تقاوم حتى يجلو آخر ياباني عن الأراضي الصينية. وهكذا اضطرمت الحرب في الصين بين الجيوش اليابانية المغيرة وبين الجيوش الصينية المدافعة، ومع أنها لم تعلن بعد بصفة رسمية، فإنها تكاد تشمل اليوم كل المناطق الهامة في الشمال والجنوب ويتلخص الموقف ألان فيما يأتي: غزت الجنود اليابانية شاهار وزحفت على شانص شمالاً؛ ونفذت إلى شانغهاي والنهر الأصفر جنوباً، وهذه هي أهم ساحات القتال لأن فيها تقع معظم مناطق الدول الممتازة مثل بريطانيا العظمى وفرنسا وأمريكا. وتجد اليابان مصاعب جمة في التقدم في هذا الاتجاه نحو نانكين عاصمة الصين الوطنية، لأن الدول تأبى إخلاء مناطق امتيازها وتنذر اليابان بسوء العاقبة إذا وقع الاعتداء عليها. وقد ارتكبت الجنود اليابانية أكثر من حادث أثار احتجاج الدول مثل إلقائها القنابل على سيارة السفير البريطاني وجرحه. وتشتد المقاومة الصينية في هذه المنطقة بنوع خاص لأنها مركز الحكومة الوطنية ومجمع قواتها. وقد كانت اليابان تؤمل أن تحرز نصراً سريعاً يرغم الصين على قبول مطالبها؛ ولكنها ما زالت بعد ثلاثة أشهر من القتال حيث بدأت، ولم تذعن الصين ولم يهن عزمها؛ وقد اضطرت اليابان إزاء ذلك أن تعلن أنها ستمضي في الحرب إلى النهاية: وألقى البرنس كونوي رئيس الحكومة اليابانية تصريحات رسمية حدد فيها أغراض اليابان من الحرب بما يفيد أن اليابان ترمي إلى تحطيم الجيوش الصينية الوطنية وحزب الكوفتباح (الحزب الوطني) لأنها هي التي تثير روح الخصومة والمقاومة ضد اليابان، وأن اليابان على استعداد لمهادنة حكومة صينية جديدة تقبل التعاون معها؛ فإذا لم تقبل الصين هذا التعاون السلمي فان اليابان على أهبة لحرب طويلة الأمد. والمفهوم من هذه التصريحات أن اليابان تؤمل أن تفضي هزيمة الجيوش الوطنية إلى قيام حكومة صينية جديدة مستعدة لقبول مطالب اليابان في استقلال الصين الشمالية والاعتراف بحكومة منشوكيو (منشوريا)، ومنح اليابان امتيازات اقتصادية كبيرة، وقبول المستشارين اليابانيين في معظم الإدارات الهامة؛ أو هي تؤمل بعبارة أخرى قيام حكومة تخضع لوحيها ورأيها وسلطانها
ولكن تطور الحوادث لا يؤيد هذه الآمال، بل لقد أفضى اعتداء اليابان بالعكس إلى نتائج