هامة لم يكن يتوقعها اليابان؛ فان الخطر على كيان الصين القومية أثار في الصين روحاً جديداً، وجمع كلمة الزعماء والقادة المحليين، فانضموا جميعاً إلى الحكومة الوطنية في مقاومة الغزو الياباني، ومن أسطع الأمثلة على ذلك أن الحزب الشيوعي الذي كان أخطر منافس للحكومة الوطنية، أعلن انحلاله ووضع قواته العسكرية تحت تصرف الحكومة الوطنية؛ وهكذا تلقى اليابان أمامها بدلاً من الصين الممزقة المتخاصمة جبهة موحدة تجمع على الكفاح والمقاومة؛ وهكذا يثير الخطر الخارجي ضرام الوطنية الصينية مرة أخرى بعد ما فترت في الأعوام الأخيرة، ويمد الصين بقوى معنوية عظيمة في هذا الصراع الذي يقصد به تمزيق وحدتها والقضاء على كيانها القومي. وسيكون الفصل في هذا الصراع للقوة المادية قبل كل شيء، ولكن لا ريب أن اليابان تزج بنفسها في مغامرة عظيمة خطيرة العواقب، وهي قد تحرز اليوم بتفوقها الحربي بعض الانتصارات العاجلة، ولكن الصين قطر بل قارة عظيمة مترامية الأطراف، ذات موارد هائلة، وكلما طالت الحرب ثقل عبئها على اليابان وعلى مواردها المحدودة؛ هذا إلى أن الصين الوطنية قد اكتسبت في الحروب الأهلية المتوالية خبرة عسكرية لا بأس بها؛ وسوف نرى في المستقبل القريب ماذا تسفر عنه هذه الحرب الاستعمارية التي لا سند لها من الحق أو العدالة أو القانون