جاءت بعود تُناغيه ويسعدها ... فانظر بدائع ما خصت به الشجر
غنت على عودها الأطيار مفصحة ... غضاً فلما ذوى غنى به البشر
فلا يزال عليه أو به طربٌ ... يَهيجه الأعجمان: الطير والوتر
٢٥٨ - وتشبهوا أن لم تكونوا مثلهم
في رسالة (أخلاق الكتاب) للجاحظ: حدثني عمر بن سيف أنه حضر مجلس أبي عباد ثابت بن يحيى يوماً في منزله وعنده جماعة من الكتاب فذكر ما هم عليه من ملائم الأخلاق، ووصف تقاطعهم عند الاحتياج، وعدم تعاطفهم عند الاختلال فقال:
معاشر الكتاب، لا أعلم أهل صناعة أملأ لقلوب العامة منكم، ولا النعم على قوم أظهر منها عليكم. ثم إنكم في غاية التقاطع عند الاحتياج، وفي ذروة الزهد في التعاطف عند الاختلال. وانه ليبلغني أن رجلاً من القصابين يكون في سوقه، فيتلف ما في يديه، فيخلي له القصابون سوقهم يومه ويجعلون له أرباحهم فيكون بربحها منفرداً، والبيع منفرداً، فيسدون بذلك خلته، ويجبرون منه كسره