من السفسطة والضلال، لأن المنطق لا يصل إلى نتائجه إلا بالتحليل؛ ولو أصبح تحليل (المطلق) ممكناً، لخرج عن كونه (مطلقا)
أما الناحية العملية من مذهبه: فهي وإن كانت مؤسسة على الأصول الجوهرية من آراء (لاهو - تسيه) إلا أنها تطورت عن المذهب القديم كثيراً. ولإيضاح هذه الناحية العملية أجرى فيلسوفنا الشاعر محاورة بين روح السحاب وبين الضباب؛ ثم بسط مذهب على لسان الضباب فقال:(صير قلبك حازماً وتجنب كل تدخل في أي شيء؛ أي ألزم الـ (وو - وي) أو (اللاعمل) ودع الأشياء تتطور حسب ناموسها الطبيعي، ولا تأبه لجسمك وأغلق عينيك وأذنيك، وانس كل ما يربطك بالعالم الخارجي، وامتزج بالمبدأ الأول. فك وثاق قلبك، ومد روحك؛ وعد إلى عالم (اللا إدراك) فإذا تحقق ذلك رجع كل كائن إلى الصدر المبدئي العام، وعاد كل شيء إلى منشئه دون علم منه بهذه العودة واجتمع كل موجود، وتوحد الجميع كما كانت الحال في البدء، ولم يصبح كل كائن مريداً ولا قادراً على البعد عن هذه الوحدة المطلقة الأبدية)
ويعلق أحد المستصينين على هذا بقوله: ينبغي ألا يتسرب إلى الأذهان أن تنسك (شوانج - تسيه) كان نوعاً من الحرمان والرهبنة على نحو ما هو موجود في الديانات الهندية والمسيحية، كلا، فالحكيم في رأيه لا يستحق هذا الاسم إلا إذا ترفع عن جميع الآلام وتخلص منها وأخضعها لإرادته. أما متنسكو تلك الديانات فهم تحت الآلام لا فوقها، وهذا فرق عظيم يجب أن يعني به الباحثون
بهذا الفيلسوف تنتهي أرقى الحركات العقلية حول (التاوايسم) الفلسفي بعد أن أزهرت إبان القرنين: الخامس والرابع قبل المسيح إزهاراً ساعد عليه تعطش الشعب إلى السعادة والهدوء في وسط معمعان هذا التدهور السياسي والعمراني الذي أشرنا إليه آنفاً
هذا، وسندرس ما عرض له (التاوإيسم) من تطورات في العصور التاريخية التي تلت هذا العصر، ولكن بعد أن ننتهي من دراسة أعلام المذهب الآخر وهم:(كونفيشيوس) وأشياعه