للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

استطاعوا بمرور الزمن أن يفرضوا دينهم ولغتهم وحكمهم على ملايين من البربر.

٧ - وحوالي سنة ١٠٤٥ نزل بالشاطئ الأيمن للنيل قبائل بني هلال وبني سليم آتين من أواسط بلاد العرب وابتدءوا يعملون على إثارة الشغب في مصر العليا؛ ولكي يتخلص منهم حكام مصر الضعفاء في ذلك الحين حرضوهم على أن يغزوا شمال غرب أفريقية، فعبر الصحراء منهم ما يقارب من المائتي أو الثلاثمائة محارب حتى وصلوا إلى حدود تونس وطرابلس واستقروا هناك.

٨ - وبعد مدة يسيرة رحل إلى مصر قبائل أخرى من شبه جزيرة العرب؛ ووصلوا إلى النيل الأوسط. وعلى النيل الأزرق (في سنار) أنشئوا امبراطورية الفنج العظيمة التي استقرت من القرن الرابع حتى القرن التاسع عشر. ومن النيل الأعلى قاد هؤلاء الأقوام حملات كثيرة متتالية نحو وسط وغرب أفريقية. ومن نسل هؤلاء تكونت قبائل لا زالت تعيش حتى اليوم حول بحيرة شادو في دارفور وواداي وشمال السنغال ونهر النيجر.

٩ - وفي القرن الحادي عشر أيضاً نشأت فرقة المرابطين. وعلى أيديهم اعتنق سكان سينيغمبيا ونيجريا الإسلام.

١٠ - وتلت دولة المرابطين دول كثيرة كدول الموحدين والحفصيين وغيرهم، وكانت كل دولة تبدأ حكمها بنشر مذهبها الديني، وبالتالي كانت تدفع كثيراً من البربر أثناء نشر دعوتها إلى اعتناق الإسلام.

١١ - وفي عهد الملك السعدي السادس (المنصور الذهبي) وصلت مراكش إلى أقصى قوتها، وشملت مملكة نيجرية واسعة.

١٢ - وفي نهاية القرن الخامس عشر قامت في مصر العليا وغرب السودان أسرة مسلمة زنجية. وتولى أحد هؤلاء الزنوج الحكم، واتخذ تمبكتو حاضرة لملكه. ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه المدينة مركزاً علمياً وتجارياً لغرب ووسط أفريقية. ولقد أثرى حفيد هذا الملك (إسحاق بن سوكيا) وزادت قوته وبدأ النزاع بينه وبين الإمبراطور الموري أبي العباس المنصور. وتمكن الجيش الموري بقيادة جودر باشا من هزيمة إسحاق والاستيلاء على تمبكتو. وأتى بعد جودر قائد آخر أكثر شجاعة وإقداماً منه وهو (محمود باشا) فأتم الفتح الموري للسودان حتى وصل إلى بورنو وسنيغميبيا. ولم تتضاءل قوة الموريين إلا

<<  <  ج:
ص:  >  >>