للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وموبّخ لي في القيامة قال لي: ... أكذا تكون صحائف الوراق؟!

وقال الجزار:

كيف لا أشكر الجزارة ما عشت ... حفاظاً وأرفض الآدابا

وبها صارت الكلاب ترجيني ... وبالشعر كنت أرجو الكلابا

وكتب إليه نصير الدين الحمامي:

ومذ لزمت الحمام صرت به ... خلا يداري من لا يداريه

أعرف حر الأشيا وباردها ... وآخذ الماء من مجاريه

فأجابه أبو الحسين الجزار:

حسنُ التأتي مما يعين علي ... رزق الفتى والحظوظ تختلف

والعبد مذ صار في جزارته ... يعرف من أين تؤكل الكتف

وفي كتاب (المغرب في حلي المغرب): حضر الجزار بين يدي الصاحب الكبير كمال الدين عن أبي جرادة مودعاً وقد أزف رحيل الصاحب عن مصر سنة (٦٤٥) فاتفق أن وجه سلطان مصر شيئاً من التمر الذي يصل من أعلى الصعيد في المركب المبشر بزيادة النيل على وجه البركة، فأمر الصاحب أن يقدم فأكل الجزار في جملتهم، وقال في ذلك ارتجالاً فأتي بأبدع تورية.

أطعمتنا التمر الذي ... للبركات قد حوى

لله ما أطيبه! ... لو لم تشبه بالنوى

(الإسكندرية)

(* * *)

<<  <  ج:
ص:  >  >>