للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرجال الأقوياء. . . ويلي عليك يا سيفال. . . ويلي عليك وألف ويل!

وعاثت الوساوس في صدرها، وانقلبت أضواء الظهر الساطعة ظلاماً داجياً في عينيها الحزينتين، فأرسلت آهةً عميقةً قطعت بها على سيفال غناءه، فهب الفتى مذهولاً مروعاً، وحسب أن وحشاً يتربص به في الحشيشة، فجمع قوته، وتناول حربته - حربة ديانا التي لا تخطئ - وأطلقها إلى المكان الذي صدرت منه الهمهمة، وذهبت الحربة لتستقر في صدر بروكريس!!

وا أسفاه!

لقد جرى سيفال ليرى هذا الصيد الجديد، فماذا رأى؟

- بروكريس؟؟ يا للهول؟ أهو أنت؟

-. . .؟. . .

- وماذا جاء بك الساعة يا حبيبتي؟

- لا. . . شيء. . . فقط. . . لا تتزوج. . . نسمة، من بعدي!

- نسمة؟ أوه! إنها لا شيء. . . لقد كان الجو متأججاً من الحر يا حبيبتي. . . وكنت أتمنى أن تهب علي نسمة من الريح تروح علي!. . .

- أحق. . . هذا؟. . .

- هذا هو الحق وحبك يا بروكريس

- إذن. . . سلام. . . عليك

- بروكريس! بروكريس! لا! لا تغمضي عينيك دوني؟ افتحيها لسيفال!

ولكنها ماتت. . . وماتت بيد زوجها وحبيبها الأمين الوفي!

وودعت الحياة وليس في قلبها إثارة واحدة من الشك في حبه وإخلاصه. . .

وأرسل الفتى أنينه في الأفاق، ورفع وجهه ليقلبه في السماء بالشكوى، ولكنه رأى. . . أورورا. . واقفة تبتسم وتضحك. . فجن جنونه. . . وانطلق هائماً على وجهه، لا يلوي على شيء، ولا ترقأ له دموع. . . حتى مات!

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>