والأرزام والبغام، ويذكر بطحاء مكة وأكوار النوق وهو في رياض الجزيرة وعلى ضفاف النيل، ويزعم أنه موئل قومه وليس من الزعامة في كثير ولا قليل؛ لا يسوغ في العدل الأدبي أن يقيد على حساب هذا الجيل: إن تعدد الأساليب في العصر الواحد أثر طبيعي لاختلاف العوامل المؤثرة في كل شاعر؛ ولكن الأسلوب الذي لا ينسجم مع أمور الحياة؛ ولا يتصل بشعور الأحياء، لا يدخل في هذه الأساليب، ولا يدل وجوده على شاعر ولا أديب.
الشبان والشيب:
كتب الأستاذ إبراهيم المصري فصلا قيما في البلاغ عن (أدباء الشباب وأدباء الجيل الماضي) نعى فيها على هؤلاء إستئثارهم بالمجد وإحتكارهم للشهرة وإنكارهم في سبيل ذلك جهود الشباب. وخشى أن يكون ذلك الأئتمار المضمر بالأدب الشاب تخوفا من انهزام أدب أنتشر لخلوالميدان، وأشتهر بطول الإعلان، فلا يجلد بطبعه للتنافس والنقد. وقال أن شيوخ الكتاب في الغرب لإخلاصهم لرساتهم الأدبية وثقتهم بملكاتهم الفنية، يسددون خطى النبوغ الناشئ، ويرفعون ذكر الشباب الموهوب، ويمهدون السبيل لخلافة الجيل الحاضر، ثم يهيب بالعزائم الفتية أن تعلن الحرب المشروعة على هؤلاء القادة الذين كسبوا هذه العناوين من غير جهد، ونالوا هذه النياشين من غير حرب.
والرسالة تقر الأستاذ المصري على رأيه وترى من الجناية على الأدب أن تطغى أثرة الكهول على هذا الطموح. وأن تكون الهيمنة على الصحافة وسيلة لكبت هذا الروح، وتعلن أنها بطبيعتها ومبدئها أن تكون ملتقى الوئام بين الجيلين، وسفير السلام بين الفريقين.
العراق ومجمع اللغة العربية:
ينام صديقانا الحصري والزهاوي ملء الجفون في قصريهما المتقابلين على طريق الأعظمية ولا يعلمان أنهما أقضا مضجع وزارة المعارف المصرية ليلة: فقد روت الصحف المحلية أن الأستاذين الكبيرين جميل صدقي الزهاوي وساطع بك الحصري رفضا ترشيحهما لعضوية المراسلة للمجمع وجرى في خلال ذلك ذكر لجنة التأليف والترجمة، فظنت السياسة أن هذا الترشيح كان إقتراحاً من لجنة التأليف والترجمة التابعة للمجمع،