مشقة، وأن يتفهمهما ويؤدي فرائضهما على الوجه الصحيح الأكمل لكي يتهيأ للنجف نفسها من وراء ذلك كله أن تتفاهم مع الأزهر، وتجعل للاجتهاد - بالتعاون معه - المحل المرموق والأثر البالغ في نفوس المسلمين وعقائدهم وآدابهم
ثم لكي يتسنى للمعهدين الخالدين ويروق لهما على هدى الاجتهاد وبركة الائتلاف أن ينزلا عن بعض التقاليد، وينظرا للدين وللحياة نظراً مجرداً يرتفع بالدين عن كل هذه الحواشي العفنة البالية، ويسمو بالإنسانية عن كل هذه الفصول التي تثير الريب وتشعب الظنون، وتوسع الخرق بين الأخوين، نظراً حكيماً ملؤه الإخلاص والسمو، يخطو بالإسلام والإنسانية خطوة الأبدية الكبرى إلى الأمام، إلى الاتحاد، إلى السعادة الأبدية والحياة الخالدة
وإلا فإذا دامت النجف على ما نعهدها من الأوضاع المدرسية فمسافة الخلف بعيدة بين المعهدين بعد الفوضى عن النظام، والبداوة عن الحضارة، لا يمكن أن تغني فيها الأقوال والمجاملات عن العمل والإخلاص شيئاً