في إحدى بقاع المستعمرة؛ فاهتم المعهد الإمبراطوري بالأمر، وأجريت في هذه البقعة مباحث فنية أسفرت عن نجاح مدهش إذ بلغ المستخرج من الماس من هذا المنجم الجديد في سنة ١٩٣٦ أكثر من نصف مليون جنيه. والمنجم الآن في يد إحدى شركات الماس الكبيرة تستغله طبقاً للامتياز الممنوح لها في مساحة تقدر بنحو أربعة آلاف ميل في شرق سيراليوني.
ويقول مستر بوليت مكتشف المنجم إن أصناف الماس التي استخرجت تضم جميع الأنواع المعروفة من الأنواع الرديئة إلى أثمن وأبدع الأنواع، وقد استخرج المنقبون ذات مرة ياردة مربعة فقط نحو مائتين وخمسين قيراطاً من الماس، وهي نسبة مدهشة. وتزن القطع المستخرجة عادة من ١٢ إلى ١٤٤ قيراطاً، وقد وقع المنقبون ذات مرة على قطعة زنتها ٧٨ قيراطاً من أفخر أنواع الجواهر وبلغت قيمتها نحو خمسة آلاف جنيه. والمنظور أن يكون لهذه المناجم الجديدة في المستقبل القريب شأن عظيم في إنتاج الماس، وربما غدت مثل مناجم الترنسفال مورداً من أعظم موارد الماس في العالم.
ذريعة وباريكاد
الذريعة لغةً الوسيلة. يقال فلان ذريعتي بمعنى وسيلتي. والذريعة أيضاً عند العرب الناقة التي كانوا يختفون وراء جنبها لصيد الحيوانات المفترسة. كان الصياد يعين الموضع الذي ربما تأتي منه الفريسة، فينيخ ناقته في مكان قصيّ ويختفي وراء جنبها حتى تأتي وتهجم على الناقة. فإذا دنت منها صوّب الصياد نبلته إليها فيصيبها
فاختفاء الصياد وراء جنب الناقة للوقاية من هجوم الوحش وانتظاره إياه في شيء من الأمن ومحاربته عن بعد، ثم هجوم الحيوان الوحشي على الناقة وتعرضه للخطر الكامن وراءها وهي رابضة، ينبهنا إلى حيلة من حيل الإفرنج في حروبهم الداخلية إذ يسدون الطرق بأكداس من أثاث بيوتهم كموائد ومقاعد تحول بين ناصبي الحيلة وبنادق أعدائهم فيطلقون على تلك الأكداس الواقية لفظة (برِّكاد) وإقامة الأكداس لها عبارة مشهورة وهي
فهل من الجائز ترجمة اللفظة الفرنسية (بركاد) بلفظة (ذريعة) وعبارة بعبارة (نصبوا الذرائع؟)