الحداد حينما أزمع الثورة أخذ الجلدة التي كان يضعها على حجره حين طرق الحديد فعلقها في عصا وجعلها علم الثورة، وأتخذها الفرس من بعد لواءً مقدسا سموه (العلم الجاوى)(دوفش كاوباني).
وإذا نظرنا إلى تواريخ الشهنامة وجدنا الضحاك يتملك على إيران قبل الميلاد بألفين وثمانمائة سنة: وذلك يوافق عهد الدولة البابلية. فإن كان وراء هذه الأسطورة حقيقة فهي تسلط الساميين على إيران. ويؤيد هذا أن كتاب الابستاق يجعل مقر الضحاك مدينة بوري، وهي بابل، وكذلك نجد في نزهة القلوب للقزويني أن بابل كانت مستقر الضحاك ونمرود.
وقد أشار إلى قصة الضحاك أبو تمام إذ قال:
ما نال ما قد نال فرعون ولا ... هامان في الدنيا ولا قارون
بل كان كالضحاك في سطواته ... بالعالمين وأنت أفريدون
وأفتخر أبو نواس في قصيدته التي يفخر فيها بقومه القحطانيين:
وكان منا الضحاك يعبده ال ... خابل والجن في مساريها.
٢. وفي الشاهنامة وغيرها من الكتب العربية والفارسية أن أفريدون زوج أبناءه الثلاثة (تورا) و (سلما) و (ايرج) من ثلاث بنات لملك من ملوك اليمن، وأفريدون عند الآريين يشبه نوحا عند الساميين، نسل من أبنائه الثلاثة خلق كثير، فتور أبو ملوك توران! وايرج ابو ملوك إيران وسلم أبو ملوك الروم، فالمصاهرة بين أفريدون وملك اليمن تجعل العربأخوال كل من نسل من بني أفريدون.
٣. وكذلك نجد في الأساطير الفارسية أن مهراب ملك كابل في عهد الملك منوجهر عربي من نسل الضحاك، وأن (زال) بن سام تزوج بنت مهراب فولدت له رستم بطل أبطال الفرس، فرستم إذن له خؤولة في العرب.
٤. ومن الروايات التي هي أقرب إلى التاريخ مما تقدم حرب كيكاوس وملك هاماوران (حمير) وأسر كيكاوس في بلاد اليمن، وتنازع أفراسياب ملك التورانيين، العرب على ملك إيران، ثم ذهاب رستم إلىاليمن وتخليص كيكاوس. ويقول أبو نواس في القصيدة التي ذكرتها آنفا: