شقية إذا كانت وسيلة إلى تلك الغاية السعيدة؟ وهل تخشى الموت الذي يذهب بك إلى مثل هذا النعيم المقيم؟ كلا لا تحسبن الإنسان قد خلق عبثاً. وكيف يخلق عبثاً من أعدت له هذه السعادة في تلك الخبأة البهيجة؟)
وهنا خاطبت الجني قائلاً: (هل لك أن تطلعني على ما تحت هاتيك السحب التي تحجب القسم الآخر من الأسرار؟ ولما لم أتلق جواباً عن سؤالي درت رأسي لأخاطب الجني مرة أخرى، ولكني لم أجد أحداً بجواري، فتلفت ثانية نحو المنظر الذي كنت أراه أمامي ولكني لم أجد في مكان الموج الزاخر والقنطرة ذات الأقواس والجنان الخضراء سوى وادي بغداد المستطيل وقد وقفت الثيران والأغنام والإبل ترعى العشب على جانبيه.