هو المشهد الفرد الذي ما تجابه ... لكسرى بن كسرى لاسنام ولاصلب
هذه صلات الفرس وعرب الشمال. وكان للفرس مع هذا سلطان على ساحل الجزيرة الشرقي واليمن:
حاول الحبش الاستيلاء على اليمن في القرن الثاني الميلادي وأتيح لهم أن يستولوا على بعض مدنه في القرن الثالث، ثم أخرجهم الحميريون، فلما تنصر الحبش في القرن الرابع أيدهم الرومان على الحميريين ففتحوا اليمن سنة ٣٧٤. ويظهر أن الفرس طمحوا إلى اليمن منذ ذلك الحين، فقد كان النزاع الذي شجر بينهم وبين الروم منذ قامت الدولة الساسانية حرياً أن يلفت الفرس إلى اليمن بعد أن تألب عليه أعداؤهم الألداء والحبش. ولسنا ندري من أخبار الفرس في اليمن شيئا قبل القرن السادس الميلادي، إذ تهود تبع ذونواس وأكره النصارى على التهود وعذبهم، فغضب لهم الروم والحبشوأمد الإمبراطور جستنيان الحبش وسلطهم على اليمن، حتى استغاث سيف بن ذي يزن كسرى أنو شروان فأمده بجيش حملته السفن في الخليج الفارسي إلى عمان، ثم سار في البر وأنحاز إليه أهل اليمن فهزموا الجيش، وتولى الفرس البلاد وجعلوا عليها أميراً عربياً فقتله حرسه الحبشي فاستقل بأمر البلاد ولاة من الفرس توالوا عليها حتى جاء الإسلام والوالي يومئذ بأذان. وقد أسلم الفرس في اليمن وأخلصوا للإسلام وكانوا عوناً على الثائرين في حروب الردة وهم قتلوا الأسود العنسي، وعرف من رؤسائهم النعمان بن بزرك وفيروز الديلمي ومركبود، وهو أول من حفظ القرآن في صنعاء فيما يقال.
وكذلك كان للفرس سلطان على البحرين وجاء الإسلام وفي اليمن فرس مستوطنون ومرزبان اسمه سيبخت، ويروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كتب اليه فاسلم، وكان لفيروز المعروف بالمكعبر زعامة في حروب الردة هنالك.
وكانت التجارة تتردد بين بلاد الفرس واليمن في حفارة قبائل لها جعل من ملوك الفرس: قال صاحب الأغاني في الحرب التي كانت بين بني تميم والفرس وأحلافهم: (وأما ما وجد عن ابن الكلبي في كتاب حماد الراوية، فان كسرى بعث إلى عاملة باليمن بعير، وكان بأذان على الجيش الذي بعثه كسرى على اليمن. وكانت العير تحمل نبعا فكانت تبذرق من المدائن حتى تدفع إلى النعمان ويبذرقها النعمان بخفراء من ربيعة ومضر حتى يدفعها إلى