كما روى المسعودي في المروج:
أقول له لما فضضت جموعه ... كأنك لم تسمع بصولات بهرام
فأني حامي ملك فارس كلها ... وما خير ملك لا يكون له حامي
ويروى المسعودي أبياتا أخرى ويقول. . وله أشعار كثيرة بالفارسية والعربية أعرضنا عن ذكرها في هذا الموضع طلبا للإيجاز.
وقد حارب المنذر الرومان انتصارا للفرس وهزم جيوشهم سنة ٤٢١م، وكذلك حاربهم المنذر الثالث ابن ماء السماء وتعقبهم إلى إنطاكية حتى أستنجد جستنيان الحارث الأعرج الغساني، فكانت وقائع بين الأميرين العربيين أسر فيها المنذر إبناً للحارث فقربه للعزى (صنم) وانتهت بقتل المنذر في موقعة عين أباغ أو يوم حليمة.
٥. وفي عهد قباذ حينما اضطرب أمر الفرس بفتنة مزدك أغار الحارث بن عمرو الكندي على الحيرة وأخرج منها المنذر أبن ماء السماء، وصادف ذلك هوى في نفس قباذ فأيد الحارث. ويروى أنه أرسله لحرب أحد تبابعة اليمن، فلما ولى كسرى أنوشروان رد إمرة الحيرة إلى المنذر.
٦. وفي عهد كسرى برويز حوالي ٦١٠م كانت موقعة ذي قار. وذلك أن كسرى برويز قتل النعمان أبا قابوس. وطلب ودائعه عند هانئ بن مسعود الشيباني فأبى إسلامها، وكان كسرى قد ولى أياس ابن قبيصة الطائي على الحيرة. فسار أياس في جموع من الفرس والعرب: طئ وبهراء وأياد وتغلب والنمر، فلقيهم بنو شيبان في جموع من بكر ووقعت الحرب وتمادت ثلاثة أيام آخرها يوم ذي قار، ودارة الدائرة على الفرس وأنصارهم.
وفي يوم ذي قار يقول أبو تمام يمدح أبا دلف الشيباني:
إذا افتخرت يوماً تميم بقوسها ... وزادت على ما وطدت من مناقب
فأنتم بذي قار أمالت سيوفكم ... عروش الذين استرهنوا قوس حاجب
ويقول مادحا يزيد بن مزيد الشيباني:
أولاك بنو الأفضل لولا فعالهم ... درجن فلم يوجد لمكرمة عقب
لهم يوم ذي قار مضى وهو مفرد ... وحيد من الأشباه ليس له صحب
به علمت صهب الأعاجم أنه ... به أعربت عن ذات أنفسها العرب