يروى أن بعض العرب أغار على بلاده فحاربهم في خوزستان ثم عبر الخليج إلى البحرين وهجر واليمامة، ثم سار إلى الشمال فحارب بني بكر وغيرهم، وأنزل بعض القبائل غير منازلهم:
أنزل بني تغلب بدارين والخط، وبعض بكر بصحارى كرمان، وبعض عبد القيس وتميم في هجر واليمامة، وبني حنظلة بالصحارى التي بين الأهواز والبصرة.
ويقال أنه سمى ذا الأكتاف لأنه خرق أكتاف الأسرى من العرب ونظمهم في الحبال.
وكذلك كانت أحداث بين العرب ولا سيما أياد وبين سابور بن سابور ذي الأكتاف. ذكر بعضها المسعودي في الجزء الأول من المروج. وفيها يقول بعض الشعراء:
على رغم سابور بن سابور أصبحت ... قباب أياد حولها الخيل والنعم
ويقول الحارث بن جنده (الهرمزان):
هم ملكوا جميع الناس طراً ... وهم ربقوا هرقلا بالسواد
وهم قتلوا أبا قابوس عصبا ... وهم أخذوا البسيطة من أياد
وتكثر الأحداث بين الفرس وقبائل الشمال عامة ولا سيما ربيعة التي كانت تسمى ربيعة الأسد لجرأتها على الأكاسرة.
٤. والصلات بين أمراء الحيرة والفرس منذ نشأت الدولة الساسانية في القرن الثالث الميلادي ليست في حاجة إلى البيان، فحسبي أن أذكر من الحوادث ما يبين عن مكانة المناذرة في دولة الفرس وقوتهم:
عهد يزدجرد (٣٩٩ - ٤٠٢) إلى المنذر الأول بتربية ابنه بهرام فنشأ في الحيرة حتى بلغ الثامنة عشرة، وتعلم الفروسية والرماية حتى صار مضرب المثل في الرمي بالنشاب، ثم رجع إلى أبيه فغلبه الشوق إلى الحيرة، حتى توسل برسول ملك الروم إلى أبيه ليأذن له في العودة إلى الحيرة فبقي بها حتى توفي يزدجرد. وأزمع أعيان الفرس ألا يولوا من بني يزدجرد أحدا. فأيد المنذر وأبنه النعمان بهرام وأمداه بالجند حتى أرغما الكارهين على تمليكه.
وفي روايات الأدب الفارسي أن بهرام هذا أول من شعر بالفارسية، أخذ الشعر عن العرب. وفي كتب الأدب شعر فارسي مروى عن بهرام، وكذلك تروى الكتب العربية شعراً عربياً