ريخارد كودن هوفي، وغيرهم ممن برزوا في خدمة السلام بجهودهم وأقلامهم ودعاياتهم؛ وربما كان غاندي هو الذي تختاره اللجنة من بين المرشحين
برناردشو والمسرح القومي
من الغريب حقاً أن تبقى إنكلترا حتى اليوم بلا مسرح قومي. وقد وجه برناردشو الكاتب المسرحي الطائر الصيت بهذه المناسبة إلى الأمة الإنكليزية كلمة لاذعة نعى فيها هذا النقص البارز في حياتها الفنية والثقافية. ومما قاله: إن الأمة الإنكليزية لا تشترك في الاعتماد الخاص بإنشاء المسرح القومي لأنها ترغب عن مثل هذه المؤسسة، ولابد من أن يفرض إنشاؤها فرضاً على شعب لم يتحرر تماماً من الهمجية، ولا يزال يعتقد أن الفنون الجميلة إنما هي مظاهر للخلاعة، وأن باب المسرح هو أحد أبواب جهنم، وليس في ذلك شيء جديد أو غريب؛ فمن الحقائق التاريخية المعروفة أن المعاهد الثقافية يجب أن تفرض على الشعب بواسطة الحكومات أو الأفراد المستنيرين الذين يعلمون أن مثل هذه المعاهد ليست ترفاً ولا لهواً، بل هي على العكس من ضرورات الحياة المتمدنة. ولو أن المعاهد الأوربية العلمية ترك إنشاؤها لرغبة الجمهور وأهوائه في العطاء والمن لماتت جميعاً في مهدها، ولكانت أوربا اليوم أكثر همجية مما هي عليه. ثم إن المسرح القومي إذا وجد لا يستطيع أن يعيش وحده، ولابد له من مديرين وممثلين أكفاء وكتاب مسرحيات بارعين، ويتوقف وجود هؤلاء على مقدرته على الدفع والتعويض
هكذا يخاطب الكاتب المسرحي الكبير أمته بأسلوبه الفكه اللاذع ويوجه إليها قوارص الكلم لأنها لم تبد حماسة في مشروع إنشاء المسرح القومي. وإذا كنا في مصر نشعر بأشد الحاجة إلى مثل هذا المشروع الثقافي العظيم، فإنه من المحقق أنه لا يمكن أن يقام بالاكتتاب العام؛ ولابد أن تنهض به حكومة مستنيرة تقدر أثر الفن والثقافة المسرحية في ترقية أذواق الشعب ومداركه
تاريخ غانية شهيرة
قد تستحق غانية شهيرة أن تترجم وتؤرخ كما يؤرخ ملك أو قائد أو مفكر عظيم؛ فقد لعب الغواني دورهن في التاريخ، وكان بينهن طائفة شهيرة استطاعت أن تؤثر في مصاير