العروش والأمم؛ ويكفي أن نذكر في هذا الموطن أسماء مثل بومبادور، ودوباري. وكان عصر لويس الرابع عشر بالأخص عصر الغانيات الشهيرات، ومن هؤلاء امرأة اشتهرت بجمالها وذكائها ونفوذها الاجتماعي، هي نينون دي لانكلو؛ وقد ترجم هذه الغانية الشهيرة من قبل غير كاتب، وظهر أخيراً تاريخ جديد لها بقلم مسيو جان جودال بعنوان (نينون دي لانكلو، غانية عظيمة في عصر لويس الرابع عشر) , وتاريخ نينون هو في الواقع رواية غرامية اجتماعية ساحرة، تمتاز بكثير من الأناقة والظرف، ولكنها تتكشف أيضاً عن مواطن مريبة كثيرة؛ فقد اتهمت نينون من أهل عصرها بأنها كانت ساحرة تزاول السحر الأسود، وتتعاقد مع الشيطان للاحتفاظ طويلاً بجمالها. واتهمت أيضاً بأنها تسببت في موت ولدها الشفالييه دي فلييه، وأنها جلبت الشؤم والنحس على كثيرين من أصدقائها؛ ولكن نينون كانت مع ذلك نجماً ساطعاً في مجتمعها، وكانت صديقة لأعلم عصرها مثل موليير ولافونتين، وكان لها بهو رائع يختلف إليه عظماء العصر وأمراؤه. وكانت نينون ابنة جندي وموسيقي مغامر وأم ورعة، فاستقت خلالها من الناحيتين، وتلقت تربيتها الأولى في الدير، ولكنها فرت منه فيما بعد؛ وكان مولدها سنة ١٦٢٠، وتوفيت سنة ١٧٠٥، وعرفت فولتير فتى حدثاً، ونفحته بعطية يشتري بها كتباً؛ وكانت في عصرها ملتقى الوصل بين التيارات المتضاربة؛ من الخلاعة إلى السياسة والفلسفة، وكانت من أعلام الفكر الحر، وكانت أديبة رفيعة الثقافة كما كانت غانية ماجنة ساحرة، وكان لها أثر عظيم في صوغ الخلال النسوية في عصرها
تلك هي الشخصية التي يتناولها جان جودال في كتابه؛ وهو يقص علينا حياة نينون بأسلوب شائق يستمد سحره وقوته من حياة نينون نفسها، ومن الألوان المختلفة التي اتشحت بها خلال حياتها الطويلة الحافلة