ذهب إليه من النتائج، وقد أخالفه في طريقة عرض بعض الفصول والأبواب، وقد أخالفه في تعميم الحكم أحياناً حين يحسن التخصيص - بل إني لأراه قد يفرض الرأي في بعض الأحيان فرضاً ولو لم يقم عليه شبه دليل. ومثال ذلك ما نقله عن أستاذه طه حسين (ص٣١) من (أن صلة ما لا بد موجودة بين أشعار صالح بن عبد القدوس وأبي العتاهية، وبين شاعر يوناني قديم هو آبيدوس عرف بفن من فنون الشعر اليوناني هو فن الشعر التعليمي؛ ثم قال: (وعندي أن ليس هناك ما يمنع العباسيين من أن يتصلوا (كذا) بهذا الفن من فنون الشعر الذي لا يتعارض والدين، ولكني لا أعلم كيف تسنى لهم هذا الاتصال وليس في المصادر العربية ما يدلنا على ترجمة لهذا الفن الشعري ولا لغيره من الفنون الشعرية عند اليونانيين). والواقع أن الدكتور طه قد ألقى رأيه فرضاً من غير دليل، وهو رجل يدرس الأدب بالفرض والتخمين؛ ولاشك أن الأديب حمزة قد تورط إذ أخذ برأي أستاذه هذا وتابعه على مذهب (ليس ما يمنع) وإني لأعجب كيف يقول: إن صلة ما لا بد موجودة بين شاعري العربية والشاعر اليوناني، مع أنه (لا يعلم كيف تسنى لهم هذا الاتصال وليس في المصادر العربية ما يدلنا عليه)
هذا ولقد تورط حضرته مرة أخرى في مطاوعة أستاذه، إذ رأى (ص٨٠) أن السبب الوحيد أو من الأسباب في قتل ابن المقفع (رسالة كتبها توشك أن تكون برنامج ثورة موجهة إلى المنصور وهي رسالة الصحابة) قال: (وفي هذه الرسالة نجد تشريعاً جديداً من عمل الكاتب يقترحه على الخليفة ليعمل به في أمور شتى كان أهمها أمر القضاء) والذي نراه أن رسالة الصحابة على ما ينطق به موضوعها ليست برنامج ثورة، ولكنها في الواقع برنامج إصلاح رفعه الكاتب إلى الخليفة، لأن فيه توطيداً لملكه، وتقوية لنفوذه؛ وكأني بالكاتب قد كتب هذه الرسالة يريد بها المثوبة عند الخليفة. والواقع أن الأديب حمزة قد أبعد كثيراً في تلمس الأسباب التي أودت بحياة ابن المقفع وانتهت به إلى تلك النهاية الأليمة؛ مع أن السبب ظاهر واضح. . . وهل قتل الرجل غير (السياسة) قاتلها الله؟! تلك التي طالما طاحت برقاب وهوت برؤوس، كمثل ما صنعت بعبد الحميد الكاتب وبشار بن برد وغيرهم من الكتاب والشعراء
وثمة أحكام تخالف المؤلف في الأخذ بها، فأنا مثلاً لست معه في تصحيح تلك الرواية التي