والمبادئ التي قامت عليها؛ وإن الأزمات والأخطار العسكرية التي تواجهها أوربا ترجع إلى ما يسميه فيريرو (باستعمار الخوف)؛ فإن إيطاليا واليابان تنحدر كل منهما من مغامرة إلى أخرى للاحتفاظ بما كسبته من الأراضي من طريق غير مشروع على نحو ما كان يفعل نابوليون عقب كل انتصار من الاندفاع في مغامرة جديدة للاحتفاظ بثمرة انتصاره. ويرى فيريرو أن ألمانيا التي استطاعت حتى الآن أن تجتنب هذه المغامرات يمكن أن تعد عاملاً جوهرياً في تأييد السلم إذا رأت أن تجانب هذا التيار المتوثب وأن تضع يدها في يد الديموقراطية الغربية؛ أما إذا اندفعت ألمانيا في هذا التيار فويل للسلام عندئذ. هذا ما يراه العلامة فيريرو، ونحن معه في أن الخطر على السلام إنما يرجع بالأخص إلى نزعات الفاشستية ومطامعها الاستعمارية، وأن مستقبل السلام منوط بموقف الديموقراطية، فإذا هي يئست من الحلول والوسائل السلمية، واستطاعت عندئذ أن تعتزم أمرها، وأن تقابل الوعيد بالوعيد والضغط بمثله تؤيده استعداداتها ومواردها الضخمة، فإن تيار الفاشستية لا يلبث أن ينكشف ويخبو. وفي رأينا أن الساعة قد حلت لأن تسلك الديموقراطية هذا المسلك؛ وفي يقيننا أنها فاعلة بلا ريب.