حصة اليتيم ويأخذ الثمن، فامتنع وقال: ما باليتيم حاجة إلى البيع، ولا آمن أن أبيع ماله وهو مستغن عنه فيحدث على المال حادثة فأكون قد ضيعته عليه. فقلت فإنا نعطيك في ثمن حصته ضعف قيمتها، فقال: ما هذا لي بعذر في البيع. والصورة في المال إذا كثر مثلها إذا قل. فأدرته بكل لون وهو يمتنع؛ فأضجرني فقلت له: أيها القاضي، إلا تفعل فإنه موسى بن بغا!
فقال لي: أعزك الله، إنه الله تبارك وتعالى!!
فاستحييت من الله أن أعاوده بعد ذلك وفارقته، فدخلت على موسى فقال: ما عملت في الضيعة؟ فقصصت عليه الحديث، فلما سمع:(إنه الله) بكى وما زال يكررها ثم قال: لا تعرض لهذه الضيعة وانظر في أمر هذا الشيخ الصالح، فإن كانت له حاجة فاقضها، فأحضرته وقلت له: إن الأمير قد أعفاك من أمر الضيعة وهو يعرض عليك قضاء حوائجك فدعا له وقال: هذا الفعل أحفظ لنعمته، وما لي حاجة إلا إدرار رزقي، فقد تأخر منذ شهور أضرني ذلك. فأطلقت له جاريه
٣٠٠ - كان ينسج الشمال باليمين
قال عليّ (رضي الله تعالى عنه) للأشعث بن قيس الكندي: إني لأجد بنَّة الغزل منك. فسئل (رضي الله تعالى عنه) فقال: كان أبوه ينسج الشمال باليمين. . .