للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يلاعبونك بأسنة الرماح، فإذا قدرت عليهم فإن عليك أن تقتل التنين الهائل الذي يحرس الفروة الذهبية، فإذا فعلت، ولا أحسبك تفعل، فإن الفروة لك، كنزاً ليس كمثله كنز، وذخيرة من الذهب الإبريز ليست تعدلها ذخيرة؛ هذا إلى فخر يرفعك إلى عِليين، وينقش اسمك في لوحة الخلود إلى آخر الزمان!)

وسمع جاسون. . . وخفق قلبه، ووجبت روحه وجيباً محزناً ثم أخذ على نفسه عهداً أن يفعل!!

ونصحه رفاقه أن ينكث، وأشفقوا عليه أن يضحي بهم وبنفسه في مثل هذه المهالك؛ بيد أنه صمم على أن يلجم عجلي فلكان، وأن يحرث بهما الأرض الجبوب، وأن يزرع فيها أنياب التنين، وأن يحارب المردة فإما هزمهم وإما غلبوه، وأن يقتل التنين الذي يحرس الفروة الذهبية ليفوز بها، وليعود إلى الوطن بالفخر والمجد وخالد الذكر، فيحكم ويكون خير الحاكمين!

وكان يتكلم أمام رفاقه في شجاعة مُدَّعاة، وفتوة مُفتراة، فإذا خلا إلى نفسه حزن أشد الحزن، وأسلم نفسه للتفكير العميق. . . ثم استوحى عصاه السحرية فقالت له إنه ينبغي عليه أن يلقي ابنة الملك، الأميرة ميديا، فإنها مشغوفة به حباً منذ رأته يحدث أباها. . . وأنها تكاد تجن به جنوناً

- وكيف ألقى ميديا هذه يا معجزة جونو الحبيبة؟

- اتصل بإحدى عجائز كولخيس تقض حاجتك!

- ومتى ألقاها وأين؟

- يالك من فتى؟! ألم تسمع من يقول: وكم لظلام الليل عندي من يد؟ القها في جنح الليل، ولتكن له يد عندك، والقها في حديقة قصر أبيها الملك!

(التتمة في العدد المقبل)

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>