للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منه إلى الشباب نظرياته الطريفة في الشعر الفرنسي

هذه بضاعتنا ردت إلينا

لما قرأت في (الرسالة الغراء) مقالة (أخبار أبي تمام للصولي) تذكرت بيتاً لهذا الشاعر العظيم (وكم بيت بديوان) سلبه إياه أبو عبيد البكري، ووهبه للمتنبي. . .

ومقسم يعطي العشيرةَ حقّها ... ومُغَذ ِمِر لحقوقها هضّامها

ورأيت أن يُردّ اليوم الحق إلى أهله. وهذه قصة الذهب والهبة:

جاء في كتاب (اللآلي في شرح أمالي القالي) أو سمط اللآلي (الجزء الأول. الصفحة ٢١٧):

(وقال المتنبي في النسيب:

إنسيّة الإنسان إن هيَ حُصّلت ... جنيّةُ الأبوين ما لم تُنسبِ)

وقال محقق الكتاب ومنقحه الأستاذ عبد العزيز الميمني في الحاشية: (لا يوجد البيت في شيء من نسخ شعره (أي شعر المتنبي) وقد جمع العاجز - يعني الأستاذ نفسه - زيادات ديوانه؛ ولعله وهم (أي البكري) في حمله البيت عليه)

قلت: قوله (العاجز) هو من تواضع العلماء، وقد أظهر في (اللآلي وسمطه) كل قوة، وأخبر فضله أن ليس بعد هذا التحقيق تحقيق (ليس وراء عبادان قرية). ومن خصائص الأستاذ الميمني أنه يعرف جميع المواطن التي ورد فيها بيت من أبيات (اللآلي) ويذكرها كلها قلت أو كثرت

وهذا البيت الذي عزاه البكري إلى المتنبي، وأنكر الأستاذ عزوته، ولم يدلنا على صاحبه - على اتساع ذاك الإطلاع - هو لأبي تمام في قصيدة مطلعها:

أحسِنْ بأيام العقيق وأطيب ... والعيش في أطرافهن المعجب

ورواية صدر البيت (المسلوب) في الديوان هو (أنسية إن حصلت أنسابها) وقبله:

وإذا رنت خلت الظباء ولدنها ... ربعية واسترضعت في الربرب

فاقرأ اليوم يا حبيب: (هذه بضاعتنا رُدّت إلينا) في (اللآلي)

(الإسكندرية)

<<  <  ج:
ص:  >  >>