للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(* * *)

وفاة المؤرخ التركي أحمد رفيق

روعت الأمة التركية في غضون هذا الشهر بوفاة عالمها المؤرخ الجليل احمد رفيق، ولقد كانت وفاته فاجعة كبرى أصابت الأمة التركية في شعرها وأدبها وتاريخها

بدأ رفيق حياته العامة بالانضمام إلى الجيش، ثم أكب على الدراسات العلمية الدقيقة وراح يبذل قصاراه في المطالعة والبحث والاستقصاء في العلوم التاريخية إلى أن وهنت قواه فخرج من السلك العسكري وكان خروجه هذا سبباً في انغماره في مضمار الدراسة العنيفة، والمطالعة المضنية، فأكب على دراسة التاريخ وهي الناحية التي كان يميل إليها بالفطرة فدرسها درساً وافياً وشرع في تأليف مؤلفاته القيمة التي تزيد على الاثني عشر مجلداً، وجميعها من أروع الكتب التاريخية التي نالت تقدير كبار أساتذة التاريخ في العالم

مارس احمد رفيق الشعر والأدب فألّف ديواناً في الشعر، وأنشأ مقالات عديدة في الأدب، فكان توفيقه في هذين الفنيين ضئيلاً بالنسبة إلى ما أصابه في التاريخ من نجاح باهر ومكانة سامية

وأسلوب الرفيق التاريخي يمتاز من غيره بالسهولة وتبسيط المعقد من التاريخ بطريقة لا تجعل الملل يتسرب إلى القارئ

ويحزننا أن نقول أن ذلك المؤلف الكبير على رغم الخدمات العظيمة التي أسداها إلى أمته كان في أواخر أيامه فريسة للحرمان والفاقة

<<  <  ج:
ص:  >  >>