فقبل القرن السابع عشر رسم شكسبير بطله (هملت) وهو ولا ريب (فرد) بين أمراء جميع الأزمان وليس بالنموذج المتكرر في طبقة الأمراء
وقبل القرن الأول رسم هومير أبطاله الفرسان وهم مختلفون اختلاف أفراد لا اختلاف نماذج
فأين يذهب رأي وولف الجميل لو صدمناه باعتراضات شتى على هذه الوتيرة؟
يذهب إلى حيث نخسره ويخسره النقد وميزان الآداب، لأن وصف الشخوص بعد القرن السابع عشر قد اختلف وكانت لاختلافه علاقة بالديمقراطية ما في ذلك مراء. وعلينا نحن أن (نتصرف) في التفريق بين أجزاء ذلك الرأي فنضيف إلى ميزان الأدب صنجة تعين على الضبط والتمييز. أما إذا أبطلنا الرأي وعطلناه حتى يعود لنا وولف ببيان الحجرات المضيئة في الليل والحجرات المظلمة في النهار فنحن الخاسرون لأننا نجهل مواقع التدقيق لا لأننا نعرف التدقيق في نقد الآراء
الحد الحاسم أو العقل المحدود هو آفة الجامدين الكبرى، وهو علة الركود في آدابنا وفنوننا، ولكننا نتغلب عليه ونروض عقباته، ولا نستدل على ذلك بشيء أدل من زهدنا في الجدل (البيزنطي) عاماً بعد عام