الجبل، وقد أعجلهم الخوف فلم يأخذوا معهم غطاء ولا وطاء، وكنت ممنّ أم الجبل
- وليلى؟ وليلى ويسار؟
- لقد بقوا في البلد. . . اسمع يا بني، إنها لم تكن إلا ربع ساعة حتى بدا الهول، نعوذ بالله. . . لقد أقبل سيل علوّه أكثر من أربعين مترا، يتكسر ويقذف بالصخور والحجارة والأشجار فغمر أعلى بيت في المدينة، واختلط هديره العاتي بصراخ النساء وصياح الأطفال وأصوات الشباب. . .
- وليلى ويسار؟
وانحنى سعد على قدمي الشيخ يقبلهما بجنون ويصرخ:
- وليلى ويسار؟ أرجوك يا عم خبرني عن ليلى ويسار؟
قال الشيخ:
- لا حول ولا قوة إلا بالله. . . لقد أصبح الصباح وليس في المدينة حجر على حجر، ولم يبق ممن كان فيها أحد. لقد وجدت الجثث طافية على وجه البرك وغارقة في الوحل ومطمورة بالأنقاض، وجثث حملها معه السيل إلى بحيرة العتيبة، ولم ينج إلا من كان على الجبل، بقى بلا مأوى ولا مال. . .