وقد قال لي منذ بضع سنين (الدكتور حسين الهمداني) - وهو من شيعة الدعوة القديمة للإسماعيلية - إنه قد اطلع على مائة مخطوطة من كتب القوم منها (زهر المعاني) الذي أخذ بمؤلَّفه فيه درجة (الدكتوراه) من جامعة في لندن، وأنه عازم على نشرها أو نشر طائفة منها. أفنقول - ولم تحقق تلك الأمنية المتمناة -: (وحِيل بينهم وبين ما يشتهون) أم نرتقب تلك الكتب في المرتقبين؟
إذا ضنّ الأضنّاء بالضنائن ولم تصل أيدينا إلى تلك الخبايا في المخادع والزوايا، فليس لنا إلا غزو الغازين من الغربيين، والغازي - وإن كان قوياً - يُغزى. . . والناهب - يا أخا العرب - يُنهب. . .
وكنت إذا قومٌ غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذيّاك (همدانُ) ظالم
وقد قلت لإسلاميتي (الصحيحة) وعربيتي - وأنا أنسج ما ستتلوه -: قفا واسمعا ولا تتكلما. لا تجادلا ولا تناقشا، فليس المقام مقام جدَل، ولا عدْل ميَل، فالمقالات - والنّية هذه - تحكى كما وجدت، وتعطى كما أخذت؛ وإن وجد الخطأ اللغوي لا يُصلح، وإن جاء تصحيف أو تحريف في كلمة أو جملة - حاشا الآيات القرآنية - يُستبْق، وليس لديّ نسخة ثانية حتى أرجع إليها. ورب إبقاء على شيء خير من تغييره، والقارئ الفهِم لا تخفي عليه الكلمة محرفة ولا تستبهم. ولن يصدنا ذلك عن تعليق أو حاشية
ولو قلنا لأصحاب لنا أدباءَ فاضلين من (الحاكمية) و (الإسماعيلية) في بر الشام ممن لا يعبدون (العَدَم) وقد عبَد الأجداد والآباء (العبيديين) وإن كانوا هم - أي الأبناء المثقفون - بعبادتهم كافرين. فلو قلنا لهم: أَطلِعونا يا جماعة على رسائلكم حتى نعارض (نقابل) هذه (المقالات) بها ونصلحها لقالوا: ما عندنا ولا نعرفها، وأنا مسلمون؛ وإنها لديهم، وإنهم يعرفونها، ولكن المتشيطنين يكتمون. . .
ولم يكن في المقالات هذا المسمى بعلامات الترقيم - إلا في اثنتين - فرأيت وضعه حتى لا تقتحم العين الصفحة قد التصق بعضُ عباراتها ببعض فكدّ البصر، وما هذا الصنع بأمر نكر
وقدرُ هذه (المقالات) عظيم. ومن عرف نحلة القوم أو ألمّ بها أدرك مما يتلوه مما نمليه ما