السراج من السراج، بلا تبعيض ولا إمزاج. (إلهي) صدق المستجيب لما قال لأبيه، إلهي منك بديت، وإلى معرفتك اهتديت، وإليك توجهت، وإليك تبت، وبك منك إليك سعيت، ولو فرطت فيك لاضمحللت وتلاشيت، ولو اقتديت بغيرك أشركت وتعديت في طاعتي لك فعرفت ودركت (إلهي) كادت نفسي لعظيم امتحانك أن تجهل وتخْفَى كنه علمك وتكفر حتى ألقت عنانها بجودة من نور معرفتك، فجذِبت وتلطف قداراتها بضوء من علمك فمسكت فيه بعد ما كنت جحْت وتبتُ عندما سليت بنعمتك فتهدت بعد (أن) كانت جحدت فأورثها الثبات بالنعيم المقيم والنجاة من العذاب. (إلهي) عجزت المقصرون بنظرهم إليك وقالوا لا يجوز الصفة أن تدرك الصانع، فلو علموا أني بك استقرارهم، وأن تصديقهم هو إنكارهم. (إلهي) هل يعرفك من ليس منك ويتفكر إنما هو أنت محال. (إلهي) لم لم لا تنقل الصورة بما لا تريد، بل في وقت تريد، فلولا نظرك إليها بالمشاكلة لأُفقدَت، ولولا تعطفك بالمناسبة لأُبْعِدتْ. (إلهي) لقد خاب من أنكر معرفة نفسه منك، ولقد ظلم من لم يعرفك بك، وهو بك ظهر، وبي حجابك وفي حجابك استتر، وأنت الناظر بلا حركة. (إلهي) تناهوا الجاهلون في طلب معرفة حدودك وطلبوها معرفة في تيجان الملوك، فلما نظروا حدودك، نكروك. (إلهي) ناجتك المحقون وقالوا يا مبدع الأحد، من غير عدد، تختلف الأعداد بك، بقدرة منك، دعوناك فالذي عرفك منك إليك، عاد إليك. (إلهي) تحيرت العقول عند طلبتك، أتاهت الأبصار في رؤيتك. (إلهي) قالوا الجاهلون في معرفتك وما تُبَيّن فلا عرفوا، (إلهي) لقد غاب من نادى سواك، ومن عرفك بحقيقة المعرفة تيقن أنك دائم، ومن أفضل الغنائم. (إلهي) ظهرت لهم فوق المنائر، فتوهموا أنهم حصلوك بالعناصر، فأثبتوا التشبيه والتمثيل، وعدموا التنزيه والتحصيل. (إلهي) عجزوا عن إثبات النفر ولم يعلموا ما حقيقة العيان من الخبر، فالنظر حجاب عنك لا لك، والمنظور أنت به لا (هو) فيك. (إلهي) من قال إنه لا يعرفك، فقد عدمك، ومن عبدك، من غير حدودك، فقد حال إلى غائب معدوم، فأنا الذي لا تدركه الأبصار، وأنا أدرك الأبصار، وأنا اللطيف الخبير، فاللطيف الخبير، صورني بالصورة المرئية، التي هي الحدود العلوية. (إلهي) بوجود معرفتك اهتديت، وبعّدت المعصرين عنك تباركت وتعاليت. (إلهي) كنت أنت والمكان، لأن المكان هو إشارة بالفيض وتكرير الفكر بإحضار المكان، والمكان هو المركز هو الدال عليك. (إلهي) كلما