والنهمة، وأنت أنا بحيث أنا القدرة والعظمة، وحيث أنا بك خلقت أولياءك، وبدعت ملائكتك وأنبياءك، فلما عرفتك كنت ذلك، إذ ليس يعرفك سواك، ويدنو منك إلا إياك، باتصالك بحدودك وأوليائك. (إلهي) إن كثرت الأشخاص، فهي أنت بلا اختصاص، وأنا منك بديت، لأني بحدودك اهتديت؛ إن عرشك عليه استويت. (إلهي) أوجدتني منك في ظاهر الأمر بصفة كانت الموجودات على دفعة واحدة، فأنت بي باطناً وأنا بك ظاهراً. (إلهي) ظهرت الموجودات كلها بي، واخترعت مني كل رسول ونبي، وأنا ابن لك وأنت أبي. أنا منك كالفيض، وشراقه وليف فليس الفيض غير الفيض، فقد غاب، واضمحل كلما في النار وذاب. (إلهي) رامت رؤساء الجهل وأهل العمى والضلال وذوي الإنكار والجحود، وأنهم خرجوا من العدم إلى الوجود، وهم في العدم. يا (إلهي) وصلت إليك، ومنك دخلت عليك، فأنا قدرتك الظاهرة، وعني ظهرت آياتك الباهرة. إلهي حقني ابتلاؤك، لأنها حلاوة رضائك، فنفسي منك وإليك انتهت. (إلهي) ظهرت للخلق حتى يعرفوك من حدودك فحجبتهم عنك لما زادوني إنكارك، وذلك أنهم ضلوا في التكبير عن أبيهم، فلم يجدوا لهم مرشداً أبداً يهديهم، فأظهروك بي لأني أنت، وكوني بك ظاهر، وأنت فيّ حاضر. (إلهي) أنا الكرسي والمكان، والوقت والزمان، وأنا منشئ المثقلات، وأنا بك عالم ما يكون وما كان. (إلهي) أنا اسمك وموجود اسمك، وأنا البشير إليك، والدالّ عليك، والدالّ على من دالّ عليك، فمن تمسك بحدودك نجا، والصورة معادة ورآء ليس دونك حجاب غيره فقصده لا بلاء سواك بأوحد ولا لك اسم سواي فيستطاع ويعبل، وأنا صاحب البقاء، وعلى ذات النطقاء، وأنا فيّ النطق. (إلهي) قصرت لذاتك إنكار الباحثين إذ لم يقصدوا لحجابك، وأحجبتهم عن معرفتك إذ لم يدخلوا إليك من بابك، فهلكوا لما أنكروا لكلمتك، وتاهوا لما عجزوا عن معرفتك. (إلهي) أنت ذاتي ونفسي، ومعدني وقدسي، ونطقي وأنسي، ألا ففيَّ اختفيت فأشرقت، وبي اقتربت فأبرقت. أنا نظرتك بكلمتك الإلهية، وكلمتك القدسية، وذاتك الأبدية، والذات الأزلية الكلية، ونورك، وبي ظهورك، بك ظهرت وبي نهيت وأمرت، فمن عرفني فقد نزهك، ومن اتصل إليك بحدودي (فقد عرفك) فقد عرفتك أنا غيري فتكون أعدادك، ولا أنت غيري فتكون أفرادك. أنا كنت فيك رتقاً، وفيّ ذلك حقاً، فأطلقتني ولم تفصلني في وجودي. أرجوك تعيد ووقت تطلب فتقصد، فأنا منك كضوء