وقد بذل العلم الحديث محاولاته لاكتشاف هذا السر مهتدياً بما كتبه المؤرخ اليوناني الكبير هيرودوت عن التحنيط عند الفراعنة حسبما شاهده ودرسه بنفسه لدى المحنطين المصريين وهم الرهبان في ذلك العصر؛ ولكن رواية هيرودوت لم تلق قط على حقيقة المواد التي كانت تستعمل ضوءاً كافياً، وكل ما هنالك أنه يتحدث عن محلول (النترول). وفي أواخر القرن الماضي استطاع بعض العلماء الألمان أخيراً أن يهتدي إلى مركب تحفظ به الجثث المحنطة ولكن إلى أعوام قلائل
والآن تحمل إلينا الأخبار من إيطاليا أن المباحث التي كانت تجرى منذ حين في جامعة تورينو قد انتهت بالوقوف على سر المحلول الفرعوني للتحنيط، وأن الكيميائي الإيطالي السنيور سالفاتوري بيروتا قد استطاع أن يهتدي إلى محلول تحفظ به جثث الحيوانات المحنطة أعواماً طويلة دون أن يصيبها البلى، بل تبقى كأنها حية تماماً. ويقول أساتذة المعهد الكيميائي بجامعة تورينو إن بيروتا قد استطاع حقاً أن يقف على سر التحنيط بهذا الاكتشاف؛ على أنه يبقى أن تثبت التجارب العلمية ما إذا كان هذا المحلول الذي اكتشفه العالم الإيطالي يكفي لحفظ الجثث آماداً طويلة، وهذه هي عقدة المسألة كلها. وقد كان بيروتا طالباً في معهد تورينو وتخرج فيه، ولكنه اضطر لفقره أن يلتحق بوظيفة صغيرة؛ إلا أنه شغف بالتجارب الكيميائية وأنشأ له معملاً صغيراً في منزله وأجرى فيه تجاربه؛ ولما وقفت الجامعة على جهوده سارعت لمعاونته ووضعت معملها الكبير تحت تصرفه حتى اهتدى بتجاربه العديدة إلى اكتشافه المذكور
انعقاد المؤتمر الطبي السنوي في بغداد
قررت الجمعية الطبية المصرية عقد مؤتمرها السنوي العاشر بمدينة بغداد في المدة بين ٩ و ١٣ فبراير القادم
وسيتناول المؤتمر بحث الموضوعات الآتية:
جراحة الكبد والحويصلة الصفراوية - الملاريا - الكوليرا - موضوعات متنوعة جراحية وباطنية (من بينها الحمى المتموجة وحبة بغداد) - توحيد المصطلحات الطبية في اللغة العربية