١٧٧١؛ وكانت هذه الموسوعة المتواضعة هي الطبعة الأولى من الموسوعة البريطانية التي هي اليوم أمثل وأنفس الموسوعات الحديثة. وظهرت الطبعة الثانية بين سنتي ١٧٧٧ و ١٧٨٤ في عشرة مجلدات؛ وتوالى صدور طبعاتها الجديدة حتى صدر منها إلى اليوم خمس عشرة طبعة متدرجة في الضخامة والإتقان؛ وصدرت طبعتها الأخيرة والخامسة عشرة في سنة ١٩٣٤، في اثنين وثلاثين مجلداً ضخما غير الفهارس والأطالس؛ والرأي مجتمع على أن الموسوعة البريطانية هي خير موسوعة في العالم من حيث مادتها ونظامها وروحها العلمي الخالص
وفي فرنسا، بعد أن ظهرت المعاجم والموسوعات التاريخية التي أشرنا إليها، وضع المفكر الفيلسوف ديدرو وعدة من زملائه الأعلام مثل دالامبر وهولباك وجريم موسوعتهم الشهيرة التي ظهرت بين سنتي ١٧٥١ و ١٧٧٢ في ثمانية وعشرين مجلداً على نمط موسوعة تشامبرز الإنكليزية؛ وكانت هذه الموسوعة التي امتازت بنزعتها الفلسفية المجددة، وبالثورة على القديم في كل شيء فتحاً عظيماً في التفكير الفرنسي، وكان لها أكبر الأثر في توجيه الذهن الفرنسي إلى الأفكار والمبادئ الجديدة التي سادت عصر الثورة الفرنسية فيما بعد. وظهرت في القرن التاسع عشر موسوعات لاروس الشهيرة، ومنها القاموس الكبير الذي يعتبر فوق مزاياه اللغوية دائرة معارف شاسعة، وظهرت منها إلى يومنا عدة طبعات مختلفة؛ وفي أواخر القرن الماضي صدرت الموسوعة الفرنسية الكبرى بين سنتي ١٨٨٦، ١٩٠٣ في إحدى وثلاثين مجلداً، بيد أنها بقيت على طبعتها الأولى حتى اليوم، وتخلفت بذلك عن مضمار التجديد والاستكمال
وظهرت في القرن التاسع عشر عدة موسوعات عظيمة أخرى فظهرت الموسوعة الإيطالية لأول مرة بين سنتي ١٨٤١ و ١٨٥١ في أربعة عشر مجلداً، ثم ظهرت في أواخر القرن الماضي في خمسة وعشرين مجلداً، وظهرت أخيراً بعناية الحكومة الفاشستية في ستة وثلاثين مجلداً، صدر الأخير منذ أسابيع قلائل حسبما قدمنا فجاءت بذلك أحدث الموسوعات الأوربية وأتمها من الوجهة الفنية. وصدرت الموسوعة الألمانية في مائة وسبعة وستين مجلداً تحت عنوان (الموسوعة العامة للعلوم والفنون)، وبدأها الأستاذان أرش وجروبر سنة ١٨١٣ واستمر صدورها طوال القرن التاسع عشر ولم تكمل إلا في