(واتسعت روحي لتشملك، فما كنت تتكلمين ولا تضحكين ولا تخطرين في غرفتك ولكن في داخل نفسي. .
(. . . وكنا نتكلم ولكن ألفاظنا تتعانق أمامنا ويلثم بعضها بعضاً من حيث لا تراها إلا عيناي وعيناك
(وتراءت النفسان فملأتا المكان بأفراح الفكر، واستفاض السرور على جمالك بمعنى كلون الزهرة النضرة هو عطرها للنظر
(وقلت لي بجملتك: أنا. . وقلت لك بجملتي: وأنا. .)
(هو)
هي وهو؟
إني لأعرفه عرفاني بنفسي، فما بي شك فيما أكتب عن حبه؛ ولقد خلطني بنفسه زمنا فإني لأسمع نجواه وأقرأ سره، وأعرف ذات صوره، فما أصف من حبه إلا مستيقناً كأنما أنقل عن لوح مسطور في فؤادي، أو أثبت من حادثة في تاريخ أيامي ماثلة في نفسي بصورها وألوانها وحوادثها فما يغيب عني منها شيء. ولولا تقاليد الناس وآداب الجماعة لمزقت النقاب عن وجه الحديث وجلوته على القراء في بيان سافر كإشراق الضحى، ولكن. . . ولكنها هي. . .
أما هي فما في يدي شيء من خبرها إلا ما حدثني به الرافعي أو حدثتني رسائله، فما أتحدث عن حبها إلا راوية يكتب ما يسمع لا ما يشهد، أو محققاً يضع كلمة إلى كلمة، ويزاوج بين رسالة ورسالة، ليخرج منهما معنى ليس في يده من حقيقته شيء إلا ما يهديه الفكر وصواب الرأي وملابسات الحادثة
وإنها لأديبة شاعرة يعرفها كثير من قراء العربية وأعرفها عرفانهم أو يزيد، وحسبي هذا مقدمات إلى النتيجة، وما يعسر على من يمسك طرف الخيط أن يصل إلى آخره. . .