ترك وحيداً في سجن التامبل بعد قتل والده ثم والدته على نطع الجلاد؛ ولبث في سجنه الرطب القذر يلقى من حراسه أغلظ معاملة حتى مرض وأصابه انحلال مادي ومعنوي شديد. وهنا يسدل على مصير هذا الأمير الطفل حجاب كثيف، هل توفي في التامبل حسبما تؤكد الروايات المعاصرة والتقارير الرسمية؟ أم هل استطاع الملكيون أن يستبدلوا به طفلا آخر، وأن يمهدوا له سبيل الفرار إلى حيث شب وترعرع وقضى حياة مجهولة؟ هنا يضطرم الجدل وتكثر الروايات المدهشة؛ وهنا تبدو قصة الطفل الشهيد فصلا من أغرب فصول القصة. وفي أوائل القرن التاسع عشر انتحل كثيرون في مختلف الأنحاء شخصية الأمير، وزعم كل منهم أنه هو الطفل لويس شارل وأنه هو ولي العهد الفار، نجا من سجنه بأعجوبة، وكان أشدهم إلحاحاً في ذلك شخص ظهر في ألمانيا واسمه كارل ناوندورف، كان لمزاعمه صدى عميق ووصلت إلى القضاء الفرنسي. وفي عصرنا ظهرت روايات عديدة أخرى عن مصير ولي العهد قدمها إلينا مؤرخون مثل لينونز، خلاصتها أن الأمير الطفل فر من سجنه وسافر إلى بعض جزر الهند الغربية وتوفى هنالك في بعض المشاغبات المحلية. وفي الكتاب الجديد يسرد مستر نورتون كل هذه الروايات والقصص بأسلوب شجي مؤثر يطبعه طابع علمي رزين
السينما للأمهات
قامت شركة الفحم وغاز الاستصباح البريطانية بعمل جليل لا يمت إلى أعمالها بصلة، وهو وإن يكن من قبيل الإعلان عن نفسها إلا أن له قيمته الكبيرة وأثره في أوساط التربية ودور العلم. . . ذلك أنها عملت شريطاً سينمائياً لحياة الصغار في مدارس رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، وأنفقت عليه مبالغ طائلة من مالها الخاص فجاء آية للأشرطة التربوية، ومثالاً يحتذى. . . وقد عنيت الشركة بإظهار وسائل الحياة في مدارس الأطفال وتلك العلائق المحببة التي تقوم بينهم وبين المدرسات على المودة والمحبة والألفة والحرية التي لا حد لها. . . ويبدأ الشريط بعرض حياة الأطفال من وقت قيامهم من الفراش إلى أن يعودوا إليه، فلا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا يحصيها. . . ولما كانت الحياة في رياض الأطفال مثالاً عالياً لما ينبغي أن تكون عليه تنشئة الصغار فقد اقترحت صحيفة (عالم المعلمين) على الشركة عرضه في منتديات السيدات ودور السينما والمجتمعات العامة،