ولا تنس يا أخي أن هذه الدواوين حديثة عهد بأيدي الأجانب ومن تربّى في عبوديتهم؛ وكانت سنة الأجنبي أن يرفع من استسلم إليه وتوكل عليه، ولا يكون هذا الاستسلام وذاك التوكل إلا احتقاراً للكرامة وازدراء بالخلق الفاضل؛ ونحن لا نزال في أول عهدنا بالاستقلال لم تهذبنا التجارب ولم تتمكن أيدينا من وضع القواعد الصالحة، وسن السنن القديمة، وإقامة الوزن بالقسط بين الناس أجمعين
فإن رأيت جوراً في الدواوين وظلماً بين الموظفين فهي علة زائلة. فلا تنشرها على الأمة كلها، ولا تمدها على الزمان جميعه. واعلم أن الظفر للحق والخيبة للباطل، وأن النصر للفضيلة والهزيمة للرذيلة، وأنها الغمرات ثم ينجلين، والعاقبة للمتقين. والسلام عليكم ورحمة الله