هذا وقت أجلس فيه بازائك هادئاً؛ وفي هذا الصمت والفراغ والهدوء، أترنم بأناشيد الحياة المقدسة
- ٦ -
اقطفْ هذه الزهرة الصغيرة - يا سيدي - وخذها. لا تستأن! فأنا أخشى عليها الذبول والسقوط؛ لعلها لا تجد مكاناً في بستانك، ولكن شرِّفها بلمسة بنانك، فأنا أخاف أن تنطوي الأيام قبل أن أستطيع تقديمها لك هدية
إن لوها ليس أخاذا، وريحها ليس نفاذا؛ ولكن اقطفها فقد يكون فيها النفع. . . اقطفها حين تسنح الفرصة
- ٧ -
لقد نزعت عني لحني الزخرف، فما فيه برقشة ولا تنميق؛ لأن زخرف القول يفسد ما بيننا، ويحول بيني وبينك، ورناته تخفي عني همساتك
إن عبارات الصلف في شعري تتلاشى أمام ناظريك يا إله الشعر. أنا جاثم عند قدميك أريد أن تنفث في حياتي البساطة والنقاوة كنغم ساحر انبعث من نايك
- ٨ -
إن الطفل الذي تثقله مطارف الإمارة، وتزينه القلائد الذهبية، لا يجد اللذة في ألعوبته لأنه يرسف في قيود من ثيابه
وهو ينزوي عن العالم خشية أن تتلوث أو تتعفر، فهو يخاف كل شيء حتى الحركة
أيتها الأم! لا تثقلي ابنك بالزينة فهي تحجبه عن تراب الأرض الصحي، وتسلبه من النهج القويم الذي يقوده إلى البهجة العظمى في حياة الإنسان العامة
- ٩ -
يا لحمق الغبي الذي يحاول أن يحمل نفسه على كتفيه إن كدّه السير! يا لغفلة الشحاذ الذي يقف أمام باب داره يستكف
ألق ما أثقلك بين يدي من لا يثقله أن يحمل كل شيء، ثم لا تلتفت إلى وراء في حسرة
إن أمانيك تطفئ بأنفاسها نور السراج. حرام أن تأخذ ما ليس لك بيدين آثمتين، ولكن خذ