هنا آثار سيرك؛ وهناك تطمئن قدماك. . . هناك حيث يعيش الفقير والوضيع والضائع
وإذا سجدت لك فجبهتي لا تبلغ الأعماق حيث تطمئن قدماك بين الفقير والوضيع والضائع
إن الكبرياء لن تبلغ موطئ قدميك وأنت تتهادى في ثوب من التواضع بين الفقير والوضيع والضائع
إن قلبي لا يجد السبيل إلى حيث تصحب من لا رفيق له بين الفقير والوضيع والضائع
- ١١ -
دع عنك التراتيل والأغاريد والتسابيح! من الذي تتحنث له في هذا الخلاء المظلم من متعبَّدِك وبابك مغلق؟ افتح عينيك فلن تجد إلهك أمامك!
إنه هناك عند الفلاح وهو يعزق الأرض الصلبة، هو عند العامل وهو يحطم الصخور القاسية؛ إنه بازائهما تحت حرور الشمس ووابل المطر، ولباسه معفر بالتراب. اخلع طيلسانك المقدس واهبط مثله إلى تراب الأرض
التواكل؟ أين هو التواكل؟ إن إلهنا نفسه قد أخذ نفسه - في لذة - بأن يتكفل عباده؛ وهو بيننا إلى الأبد
انزع عنك تأملاتك، ودع أزهارك وبخورك! ماذا يضيرك إن مزقت ثيابك ولوّثت؟ أخر إليه، وقف بازائه كادحاً والعرق يرفضُّ من جبينك
- ١٢ -
إن سفري بعيد وطريقه طويل
لقد انطلقت عند أول شعاع من النور، واندفعت أضطرب في أنحاء العالم الموحش أرى هدْى أمري بين النجوم والكواكب
إنها مسافة أطول مما يخيّل إليك، وهي تجربة قاسية تنتهي إلى السهولة. . . إلى لحن
إن المسافر يضطر إلى أن يقرع كل باب ليتعرف بابه هو، وهو يضرب في أرجاء الأرض ليصل - في النهاية - إلى المحراب العظيم