ارتباطه بدينه. وليس معنى الرجوع إلى ذلك العصر هو أمحاء تلك الفضائل في عصرنا، فالواقع أن تلك الصفات تسود اليوم أكثر بلاد العرب، وهي مصدر ما يعتز به من إباء وكبرياء واستقلال وحرية.
وهناك غرض آخر لاختيار ذلك العصر، فقد كان على رغم خشونته وقسوته مدينا بالكثير من فضائله إلى وحي المرأة. إذ قضت التقاليد أن يتطلع كل فارس إلى سيدة شريفة يتوسم فيها العظمة والنبل فيعمل على كسب إعجابها بأن يخوض الغمار باحثا عن المجد مدفوعا بروحها مترنما بذكرها.
فإذا كانت المرأة قد قامت بمثل هذا الدور برغم انحطاط مركزها وفي عصور امتازت بقسوتها وبأن الكلمة العليا فيها كانت للسيف، فهل تعجز المرأة الراقية في عهد الاستقرار والأمن عن أن تلهم أشبال السلم هي التي على ضعفها قد ألهمت أسود الحرب؟