للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنا هنا لأردد لك الأناشيد، ولأجلس في زاوية من فنائك

لا عمل لي في دنياك، فحياتي الخاوية تتفجر عن ألحان لا غاية لها

وعند منتصف الليل، حين تدق الساعة في محربك المظلم، مؤذنة بصمت العبادة الرهيب؛

مرني، يا إلهي، أن أقف واطلب إلي لأرتل أغاني.

وبين نسمات الفجر، وقيثارك الذهبية تصدح، شرفي واطلب إلي أن أتقدم نحوك.

- ١٦ -

لقد لبيت الدعوة إلى مهرجان الحياة، فكانت حياتي سعيدة، أن عيني تبصران ومسمعي

تسمعان.

وكان عملي في هذا الحقل أن أعزف على قيثاري، فبذلت غاية جهدي.

والآن، أسأل: أفلم يأن لي أن أنطلق لأرى وجهك وأحييك في صمت وهدوء.

- ١٧ -

أنا أنتظر من أحب لألقي بنفسي بين ذراعيه. هذا هو عذري حين أبطأت، وهو ذنبي

حين أهملت.

لقد جاءوا جميعاً وبين أيديهم القانون ومواده ليوثقوا به قيدي فأفلت من قبضتهم لأنني

أنتظر من أحب لألقي بنفسي بين ذراعيه.

والناس يلومونني ويرموني بالغفلة، ولا ريب فهم على حق.

انفضت السوق، وأنجز كل ذي عمل عمله، وانصرف الذين جاءوا ينصحونني وفيهم

الغيظ والغضب؛ وأنا أنتظر من أحب لألقي بنفسي بين ذراعيه.

- ١٨ -

إن السحب تتكاثف في السماء والدنيا تظلم؛ آه، يا من أحب، لماذا تركتني وحيداً في هذا

العراء؟ عند الظهر في ساعات العمل، أندفع بين الزمر. والآن فهذا اليوم الظليل الهادئ هو لك يا من تعلق به أملي.

فإذا لم تطلع عليّ لأجتلي النور من وجهك، وتركتني وحيداً فكيف أقضي هذه الساعات

الطويلة الممطرة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>